تجده يمارس مهنته بقناعة ثمينة، ويداه القويتان لم تملا ملامسة الإطارات وعلب الزيت ومفاتيحها، امتزجت عنده رائحة المكان بالتعب والرضا، فكسر حاجز العيب وقرر أن يصبح عاملا. محمد عطية السهيمي (53 عاما) يعمل عجلاتيا (بنشري) في بني سهيم على طريق العرضية الشمالية المخواة، منذ أكثر من ثلاثة عقود وحتى الآن. يقول السهيمي: هذا المكان بيتي الثاني، فهو مصدر رزقي وأولادي وبناتي، لم أكن في يوم متقاعسا، أذهب كل يوم منذ الفجر ولا أعود إلا مع غروب الشمس. وتعود حكاية السهيمي في العمل كعجلاتي كما يرويها: كنت أعمل في الأمن العام، وتحديدا في سجون منطقة الرياض، منذ عام 1399ه، وكان شقيقي يعمل وحيدا في هذه المهنة، فقررت مساعدته في العمل، ومنذ أن عملت هنا والدخل يعتبر ممتازا، وكان يكفيني وشقيقي في إعالة أبنائنا، حيث لا يوجد لدينا دخل آخر. وأضاف: استمررنا في العمل في هذه المهنة دون خلافات، مقتنعين بما كتب لنا من رزق ودخل يومي كان يعتبر ممتازا خلال سنوات طويلة، إلا أن هذا الدخل قد تغير وأصبح لا يكفي حتى لشراء كرتون زيوت، بسبب انتشار محال البناشر، التي تديرها العمالة الوافدة، وذكر أن معظم الزبائن إذا شاهدوا مواطنا يعمل في إحدى المهن ذهبوا وتركوه!.