شكرا لمعالي وزير التعليم العالي عندما يركب سيارته -غدا- ويتحرك على البوصلة إلى الجنوب الغربي إلى محافظة القنفذة. ولا أعرف هنا لماذا ظلت بوصلة الزيارات والمشاريع متصلبة زمنا طويلا فلا تتحرك تجاه الجهات الفرعية ولا يتذكر مؤشرها -إلا صدفة- وجهة محافظة ك(الوجه) في الشمال الغربي، أو حفر الباطن في الشمال الشرقي، والقنفذة في الجنوب الغربي؟ أجزم أن سكان القنفذة لم يناموا ليالي هذا الأسبوع لسببين؛ الأول أن مجرد خبر مجيء وزير إليهم -ولو كان شائعة- يصيبهم بأرق الفرحة وهم الذين لا يعرفون الوزير إلا صورة في تلفاز وصحيفة، ويعيشون في النشوة شهرا إذا نطق أحدهم باسم محافظتهم في تصريح عابر. والثاني أن وزير التعليم العالي -تحديداً- لم يكن في قائمة أحلامهم برؤية الوزراء على أرضهم. وهذه المفاجأة طرحت سؤالا وأمنية في أذهانهم: ماذا يريد الوزير، وهل يفعلها معاليه ويبارك جامعة في القنفذة، بعد أن ظلت لعقود تقتات بكليتها الوحيدة على رجيع وزارة التربية التعليم، ولاحقا على بقايا الفتات من ميزانية جامعة؟ هل سيقتنع الوزير بهذا المطلب حين يستعرض أرقام المحافظة التي تقول: إن عدد سكانها يتجاوز الثلث مليون، وإن خريجي مدارسها الثانوية يقفون فوق رقم 4000 كل عام، وإن مدارسها أتمت نصاب 500 مدرسة منذ سنوات؟ عاشت القنفذة -وهي شريكة حفر الباطن في هذا الحال والأرقام- أسيرة لكلية واحدة تمتلئ مقاعدها قبل فتح باب القبول، لتجبر آلافا من مواطنيها على الهجرة إلى جامعة بعيدة ترضى بهم فلا يعود منهم لاحقا إلا القليل. وكلية كهذه، تخصصت لزمن طويل في إنتاج خريجين لا علاقة لهم بسوق العمل، فصار إناثها وذكورها خبراء (عاطلين) في مجال اللغة العربية والرسم، ومستشارين بلا وظائف في شؤون الاقتصاد المنزلي والتربية البدنية، وحين ألحقت بجامعة (أم) استحدثوا لها -بشق الأنفس- تخصصين بصفين من المقاعد و(ملعقة صغيرة) من الميزانية. معالي الوزير.. عندما تطالب حفر الباطن والقنفذة وبقية المحتاجين بجامعات فذلك ليس ترفا، ولكنها أعداد السكان وخريجو الثانوية حين لا تنفع معهم كلية بقاعتين، مربوطة بجامعة بعيدة تقطر لها المال تقطيرا. هم لا يلهثون خلف جامعة لأجل التفاخر بها بجوار أسماء محافظاتهم، ولكنهم يريدون لأبنائهم أن يتعلموا بقربهم في تخصصات معتبرة وكليات بقاعات تحمل 5000 أنثى وذكر، وليس مائة بالتزاحم وقرابة النسب. هم يؤمنون بقانون التنمية الذي يقول: افتح جامعة لتنهض مدينتك. هم -وصدقهم- يشتهون تذوق طعم الطفرة والمليارات ولو بطرف اللسان من رأس الملعقة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة