رغب الزعيم النازي أدولف هتلر في قيام علاقات ودية حقيقية بين بلاده وبريطانيا في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وفقا لرسالة خطها الزعيم الألماني في عام 1931، وكانت موجهة إلى صحافي بريطاني. وأشار هتلر في الرسالة الموجهة للصحافي سيفتون ديلمر، التي ستعرض للبيع في مزاد علني، إلى إنه يأمل في إقامة علاقات جديدة بين البلدين لتحل محل مخاوف الحرب غير السارة، التي كانت سائدة بينهما بعد الحرب العالمية الأولى. وقال هتلر: «آمل أن يتولد بعد هذه الأزمة استعداد جديد في بريطانيا لتجاوز السنوات ال12 الماضية إلى أخرى ثمينة. وسأكون سعيدا، نتيجة لذلك، أن نتجاوز مخاوف الحرب المأساوية إلى حد السماح بتطبيع العلاقات والوصول بها إلى العلاقة الودية الحقة بين الشعبين البريطاني والألماني التي نتمناها أنا وحركتي». وأسهب في الرسالة التي أتت في صفحة واحدة: «إنني أعتقد أن الأزمة القائمة بيننا يمكن حلها فقط من خلال التعاون السياسي الوثيق بين هذين البلدين اللذين ينظران إلى إعادة تأسيس توازن أوروبي طبيعي للقوة، باعتباره شرطا مسبقا للتعامل مع المشاكل العالمية التي تعاني منها بريطانيا حاليا». وشرح المؤرخ السياسي والعسكري البريطاني أندرو روبرتس، أن الرسالة التي كتبها هتلر قبل 16 شهرا على توليه زمام السلطة في بلاده عام 1933، كانت أنموذجا تقليديا لمحاولات هتلر تهدئة الدول الديمقراطية الغربية. وأوضح روبرتس أن هتلر كان يقول إنه كانت هناك مصالح راسخة بين بريطانيا وألمانيا، وإنه كتب العديد من الرسائل التي تشير إلى هذا الأمر. وعقب أن هتلر تطرق إلى السنوات ال12 السابقة، أي العودة إلى عام 1919، وهو العام الذي شهد التوقيع على معاهدة فرساي، وما ظل محور رسائله إلى حين اندلاع الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي لم يخدع سيفتون ديلمر. يشار إلى أن الرسالة التي ظلت في عهدة أسرة ديلمر، ستعرض للبيع في مزاد علني في دار (بونامز) في العاصمة البريطانية، ويتوقع أن يصل سعرها إلى 12 ألف جنيه استرليني. وكان ديلمر، الذي ولد في برلين وعاش فيها 15 عاما قبل عودة أسرته إلى لندن، يعمل مراسلا لصحيفة (ديلي إكسبريس) في العاصمة الألمانية عندما كتب هتلر الرسالة. ويعتقد أنه أول صحافي بريطاني أجرى مقابلة مع الزعيم النازي، الذي وصفه آنذاك بأنه رجل عادي له شعر جرى تصفيفه بعناية.