طلعة الباردة في منطقة عسير تشكل منذ إنشائها على طريق أبها الطائف هاجسا يؤرق العديد من مرتاديها وعابريها، وبالرغم من قصر مسافتها التي لا تزيد على الكيلو مترين، إلا أنه لا يكاد يمر يوم دون أن يقع فيها حادث أو ضحية أو فاجعة، ومن تكرار ذلك بات الناس هناك يطلقون عليها العديد من المسميات منها (طلعة الموت)، (صائدة الشاحنات)، (عنق الزجاجة). والطلعة تتمتع بموقعها الاستراتيجي، فهي تقع على طريق سياحي يطل على مدينة البشائر، وهذا ما جعلها مصيدة للسيارات، خاصة الشاحنات والسيارات الكبيرة المحملة بالبضائع، زد على كل ذلك جهل العديد من سائقي المركبات والشاحنات بموقعها وطبيعتها الخطرة. وتعرف الطلعة بكثرة حوادث السير فيها التي تدل على خطرها الداهم والمتزايد، حيث بلغ إجمالي إحصائيات حوادثها منذ عام 1428ه إلى بداية عام 1431ه أكثر من 476 حادثا مروريا، غالبيتها مروعة، بلغت حصيلة الوفيات منها أربع حالات، هذا عدا الإعاقات والحالات الخطرة المحولة إلى مستشفى الملك عبدالله في بيشة، والتي وصلت إلى 57 حالة. وفي ذلك يقول عضو لجنة التطوير الأهلية في مدينة البشائر عبدالرحمن الشمراني إن الباردة «أصبحت خطرا حقيقيا وداهما لنا خاصة نحن المرتادين لها بشكل يومي، هذا عدا عن من هم خارج المنطقة من زوار ومصطافين، سواء أكانوا في حالة الصعود أم النزول». بينما يرى كل من عبدالرحمن علي مشني الشمراني وعلي عبدالرحمن الحلافي أن علو الطلعة المرتفع وانحناءاتها المتعددة الخطرة جعل منها مصيدة للشاحنات والسيارات العابرة خاصة المصطافين والزوار. أهالي البشائر وقراها حملوا وزارة النقل ممثلة في طرق عسير مسؤولية حوادثها المتواصلة، وخاصة حين رفعوا مطالباتهم العديدة والمستمرة، .من جانبه أوضح رئيس مركز البشائر فهد محمد الشهري أنه سبق المطالبة أكثر من مرة بتشكيل لجنة وزارية من خلال مخاطبات وبرقيات معتمدة من المحافظة تم الرفع بها لوزارة النقل، «ولازلنا نصر على بحث وإيجاد حل جذري لموضوع طلعة الباردة من قبل أناس تبرأ بهم الذمة لإنهاء مسلسل الحوادث والوفيات، خاصة أن التوسعة الحالية خطرة، وطالبنا بإنزال علوها الحالي، حيث لا عوائق تقف أمام ذلك من مجاورين وبيوت وممتلكات». إلى ذلك أوضح مدير عام العلاقات العامة في وزارة النقل خالد الغامدي أن رفع علو الطلعة الحالي عن الطريق القديم كان بهدف تقليل شدة خطورة انحداراتها، بالإضافة إلى عدم فصل وعزل القرى الواقعة على جانبي الطريق. وعن الخطر الذي سببته التوسعة الحالية على أهالي قرية ال بجيلة أفاد الغامدي بأنه سيتم تكثيف وسائل السلامة، حين يتم الانتهاء من توسعتها الحالية. من جهته أكد مدير مرور منطقة عسير العميد حنش الشهري أن الموقع داخل ضمن تغطية إدارته، ولكن بالمقابل أخلى مسؤولية إدارته من كثرة الحوادث المرورية فيها؛ نظرا لعدم وجود دوريات مرورية كافية تسير، قائلا: ماذا تريدنا أن نعمل؟، وأضاف العميد الشهري «الملاحظات على الطريق يجب ألا تحكمها وجهات النظر الخاصة لأي شخص كان، بل تحكمها القواعد والمواصفات الفنية التي تم الطريق على أساسها». من جهته أبان الناطق الإعلامي في مديرية الشؤون الصحية في بيشة عبدالله سعيد الغامدي أن مستشفى البشائر القريب من الباردة يتلقى الحوادث ويتعامل معها حسب إمكانيات وطاقة المستشفى الاستيعابية، وقسم الطوارئ في المستشفى يتعامل مع الحالات الطارئة حال ورودها وينقل الأخطر منها إلى مستشفى الملك عبدالله بن عبدالعزيز في بيشة، على بعد 130 كلم، أما الوفيات فيتم نقلها إلى ثلاجة مستشفى سبت العلاية العام المبتعدة عن البشائر 35 كلم. وذكر الناطق باسم فرع هيئة الهلال الأحمر في منطقة عسير أحمد إبراهيم أن أقرب مركز لطلعة الباردة يقع على بعد(35 كلم)، وهو مركز بلقرن، وقد تستغرق سيارات الإسعاف للوصول إلى الحادث أكثر من الوقت المطلوب؛ نظرا لصعوبة الطريق الرابط بين مقر خروجها وطلعة الباردة، وكون هذا الطريق الصعب أيضا يمر بعدد من الانحناءات والانعطافات الخطرة والتي قد تضطر معها سيارات الإسعاف إلى التأخر عن الوصول لمباشرة الحادث في الوقت المطلوب. وحدد مدير الدفاع المدني في منطقة عسير اللواء عبدالواحد الثبيتي الدور المناط بالدفاع المدني في البشائر في حوادث الطرق قائلا: «إن دور الدفاع المدني في الحوادث المرورية دور ثانوي، ويتم ذلك مباشرة بعد وقوع الحوادث المرورية، أما الدور الأساسي والرئيسي فهو على الطرق والمرور، عبر تطبيق وإيجاد وسائل السلامة وتكثيف الدوريات الأمنية».