بعد حادثة بنطلون سلطان المنشورة في «عكاظ» يوم الاثنين (15 مارس2010م) تابعت القضية في صحف أخرى والتي حولت إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، فقد ذهبت لخياط محترف أسأله عن الفرق بين بنطلون (طيحني) وغيره من البناطيل، فعرض علي الخياط العربي المحترف في أزياء الرجال عدة نماذج لبنطلون (طيحني) سيئ السمعة، وكنت قد عرضت على الخياط المحترف أن يشرح لي فكرة هذا البنطلون الغريب الذي يسقط لحد الفخذين، حتى أنك تشفق على لابسه أن ينزلق فتبين عورته، كفانا الله الشر، وهو بنطلون (مستثير) أو مزعج لرجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولو أنه لا يعنيني جملة وتفصيلا، سواء كان طيحني أو ارفعني. تحمس الخياط الشهم ليشرح لي أن بنطلون طيحني لن يسقط على قدمي لابسه؛ لأن الحزام والجزء الأوسط من البنطلون هو مجرد خدعة بصرية، وأنه مرفوع بالجزء العلوي المحزوم جيدا على الخاصرة، ومن كثر ما شرح لي أوشكت أن أشتري واحدا وألبسه فورا. في ظني أن لبس الثوب أو البنطلون أو أي نوع ساتر من الملابس إنما هو حرية شخصية للإنسان، فبنطلون (طيحني) على ما يبدو غير معرف بدقة، ولم يصدر عنه نظام، وقد تلحق تهمته أي بدين يضيق عليه بنطلونه إذا انحنى حسب القصة المكتوبة، على كل حال تعتبر قضية سلطان الآن واقعة تقديرية من قبل عضو الهيئة في مسألة ليس لها نظام، وإنما هي اجتهاد اسمها (اجتهاد تصيد شبهة طيحني) فلا نحن ولا حتى الخياطين يعرفون ما هو البنطلون المقبول، وغير المقبول لأعضاء الهيئة الكرام، ولا أحسب أن أحدا من العابرين يهتم برجل يكاد يسقط بنطلونه، ناهيك عن بناطيل النساء المختفية تحت العباءة السوداء، أما الأخ المواطن سلطان الذي نشرت قضيته المؤسفة مع عضو هيئة الأمر بالمعروف الذي يقيم البنطلونات، فالهيئة تقول: إنه (تلفظ) عليهم بصرف النظر عن بنطلونه (بحسب جريدة الوطن في اليوم التالي، (إن الادعاء العام أفرج عن الشاب لأن بنطلونه ليس مسيئا) وأحسب أني أنا سأتلفظ على كل من يتعرض لبنطلوني؛ لأنه من غير اللائق أن يتعرض رجل لبنطلون رجل آخر، ويقلق من احتمال سقوطه، فالموضوع كما ترون موضوع مهزلة، و لو تعرض كل منا لنوع لبس الآخر فإننا سنكون مضحكين. إنكار البنطلون المسمى (طيحني) جاء من الجهات التقليدية بالظن أنه بنطلون يسقط عن عورة صاحبه، وهو من قلة الأدب، وإساءة للذوق العام، في حال سقوطه «الله يستر»، أما أنه موضة صغار معلقة على وركي صاحبها، فأنا شخصيا، وبناء على شرح الخياط متأكد أن بنطلون (طيحني) لا يطيح حتى لو سحبناه من حزامه السفلي، وما دام لا يطيح فما هي المشكلة؟! وهل وصلنا إلى القلق على عورات بعضنا؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة