بمسافة لا تتجاوز 250 كلم من تبوك، يختلف المشهد كليا، لتجد نفسك بين غابات الأشجار والينابيع العذبة. قرية الديسة واحة جميلة، يبدو أن أهالي منطقة تبوك اكتشفوا مكنوناتها أخيرا، فأصبحوا يتقاطرون عليها فردانا وزرافات للاستمتاع بالطبيعة البكر، وهناك من يذهب خصيصا لشرب الماء المتدفق من جبالها وتعبئة كميات كبيرة منه لنقلها إلى تبوك. قرية الديسة إحدى المواقع التي تغيب عنها أعين المسؤولين عن السياحة، بحسب ما يؤكد رئيس اللجنة الصناعية في الغرفة التجارية عبدالله الجابري. يقول: «هي مزيج بين الأشجار الكثيفة والجبال الشاهقة التي يمكن أن تقام فيها مسابقات تسلق الجبال وفعاليت أخرى»، ويطالب باستثمارها سياحيا، خصوصا مع وجود ينابيع المياه التي يقصدها الناس من مختلف المناطق. ويرى عضو هيئة التدريس في جامعة تبوك الدكتور حمدان الحويطي أن هذه المنطقة من أجمل المناطق الطبيعية على مستوى المملكة، وتمتاز بجمال طبيعتها واعتدال أجوائها، ويحرص على زيارتها للاستمتاع بطبيعتها الساحرة وشرب مياهها العذبة التي تتدفق من الجبال الشاهقة، «سبحان الذي يخرج الماء من الجبال الصماء». ولا تقتصر زيارة هذه القرية على المواطنين، فهناك أجانب يزورونها بين الفينة والأخرى، وهو ما حدا برجل الأعمال سليمان البلوي إلى المطالبة بتوفير خدمات فندقية وترفيهية، ويؤكد «ستكون من أهم مواقع الجذب السياحي في منطقة تبوك وفي المملكة عموما». ويوافقه الرأي رجل الأعمال حسن أبوظهير، مشيرا إلى أنه موقع بحاجة لاستثماره وتوفير الخدمات التي يحتاجها السائح وتطويرها لتكون موقع جذب سياحي يستقبل الزوار من داخل المملكة وخارجها، ويدعم ذلك ما تتمتع به المنطقة من هبات ربانية بين الخضرة والماء. ويحرص الكثير من الشباب في تبوك على زيارة الديسة في رحلات متتابعة خلال إجازة نهاية الأسبوع حيث يقضون أوقاتا ممتعة في تسلق الجبال أو صيد الطيور، ولا ينسون حمل كميات من مياه الينابيع العذبة.