هناك وزارات وإدارات يقتصر العمل فيها غالبا على رجال يتسمون بصفات ومظاهر التدين والصلاح، وتنتظر منهم أن يكونوا أكثر الناس التزاما بالعمل والوفاء بمسئولياته واهتماما بمعاملات الناس وسرعة إنجازها، لكنك للأسف تصدم عندما تكون لك معاملة في إحدى إدارات العدل أو المحاكم أو الشؤون الإسلامية، فتواجه من «بعض» موظفي هذه الإدارات تعاملا يتنافى مع أصول المعاملة الحسنة التي يحض عليها الدين الحنيف وتنسجم مع أخلاقيات النبوة في ضرب نماذج ومثل التعامل والوفاء بالواجبات تجاه الغير!! بل إن هناك حدا من التعامل الذي يجعله الضمير الإنساني الحي أيا كانت هويته العرقية أو ديانته حدا أدنى للتعامل مع حاجات وحقوق الآخرين يوجد في أعماق الإنسان فطريا، فكيف إذا كان إنسانا مسلما وليس أي مسلم، بل إنسان متدين يظهر حرصا على التمسك بالمظهر وتنتظر منه حرصا أكبر على المخبر!! كنت وما زلت أنظر إلى الإنسان المتدين الذي يحرص على مظهره الذي يبرز شخصيته الدينية نظرة مليئة بالثقة والاحترام، وهي نظرة زرعت في أعماقنا منذ الصغر تجاه علماء ورجال الدين وطلاب العلم والمتدينين عموما، فليس أرقى في المجتمع الإسلامي من أن يكون الإنسان مهتديا وعارفا بحقوق وواجبات دينه وملتزما بأخلاقيات وسلوكيات الهدي النبوي؛ لذلك تكون الصدمة مضاعفة عندما تكتشف أن هذا القالب المثالي عند البعض ليس إلا قشرة هشة، أو ستارا لقلب ينخره السوس، ومضمونا فارغا من كل إيمان أو ورع يحول بين صاحبه وبين أطماع الحياة وجشع ملذاتها وسوء مخابرها!! البعض بحاجة لوقفة مع النفس، إما مصارحة مع الذات تعيد تحديد العلاقة مع الله، أو تعرية للواقع المستتر وخلع عباءة لا يملكون حق التدثر بها! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة