قرأت ما كتبه في هذه الصحيفة قبل أيام الدكتور رشيد البيضاني حول مسجد في روسيا معروض للبيع بمبلغ يزيد عن عشرين مليون دولار أمريكي بسبب عدم القيام بدفع الضرائب المتراكمة عليه، ومناشدة الكاتب للموسرين من المسلمين أو الذين سماهم أصحاب «الجيوب المنتفخة» المبادرة لشراء ذلك المسجد، وجعله وقفا لله تعالى .. إلى آخر ما جاء في مقال الكاتب البيضاني! وبحكم عملي في رابطة العالم الإسلامي وسفرياتي المتعددة إلى مناطق المسلمين في أنحاء مختلفة من العالم فقد تجمعت لدي بعض المعلومات شيء منها له علاقة بالمسجد المشار إليه وبعضها عن طرائق تعامل السلطات في دول الغرب والشرق غير المسلم مع دور العبادة المهجورة أو التي عليها ديون ضريبية متراكمة، بما في ذلك دور العبادة الخاصة باليهود والنصارى من أبناء تلك الدول ويمكن أن ألخص ما لدي من معلومات في النقاط التالية: أولا: أن المسجد الذي تحدث عنه الكاتب تم الاستفسار عنه فجاءت المعلومات من قبل مكتب الرابطة في موسكو بأن الإعلان عن بيعه صحيح وهو معروض للبيع منذ مدة طويلة ولكن ليس من المتوقع تقدم أحد لشرائه لأن السعر المطلوب مبالغ فيه جدا، ولأن الأنظمة في روسيا الاتحادية لا تسمح بتغيير استخدام أماكن العبادة عن غرضها الأساسي مهما كان دين المشتري، ولذلك فلن يستفيد من شرائه أحد لهذا السبب، وأن ما سيحصل في نهاية الأمر أن يبقى ذلك المسجد مسجدا فلا يباع وإن تراكمت عليه الضرائب المزعومة لأن أماكن العبادة معفية من ضرائب الدخل وإن كان عليها ضرائب عقارية فنسبتها بسيطة جدا ويمكن في حالة معرفة مقدارها دفعها من قبل أي مؤسسة خيرية أو رجل أعمال محسن. ثانيا: أنه يوجد في أوروبا الغربية العديد من الكنائس المهجورة التي سبق عرضها للبيع واشتراها مسلمون وحولوها إلى مدارس أو مساجد، ولم أسمع عن مسجد واحد عرض للبيع واشتراه نصارى أو يهود لتحويله إلى كنيسة أو كنيس لأن دور العبادة التي تخصهم أصبحت مهجورة أو قليلة الارتياد، فهم ليسوا بحاجة إلى شراء مساجد وتحويلها إلى دور عبادة لهم حتى إن كانت الأنظمة في الغرب تسمح بذلك بعكس الأنظمة الروسية المنوه عنها آنفا، ولذلك فقد يكون إعلان القائمين على المسجد الموجود في روسيا عن تعرضه لخطر البيع هو نوع من استدرار العطف وجمع التبرعات! ثالثا: إن بعض زعماء المسلمين في الغرب لا يحبذون شراء الكنائس المهجورة المعروضة للبيع لتحويلها إلى مساجد ولو رخص ثمنها لأنه قد يأتي الوقت الذي تظهر فيه مطالبات بإعادة المسجد إلى حالته الأولى وتحويله إلى كنيسة وعندها قد تندلع قضية وفتنة عظيمة ولذلك فإن الأولى بالمسلمين في الغرب السعي لبناء مساجد جديدة وفق حاجتهم على أرض بيضاء أو مصليات في عقارات لم تكن قط أماكن عبادة لأتباع ديانات أخرى! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة