تنطلق في القاهرة غدا أعمال المؤتمر الدولي للمانحين لإعادة إعمار دارفور تحت شعار «التنمية من أجل السلام»والذي تنظمه منظمة المؤتمر الإسلامي، بمشاركة منظمات مالية عربية دولية ومنظمات غير حكومية. ويهدف المؤتمر إلى حشد منح واستثمارات في دارفور الذي يصل تكاليف إعماره إلى ملياري دولار لتمويل تنفيذ عدد من المشاريع المستقبلية الواعدة في الإقليم. كما يهدف أيضا إلى نقل رسالة إلى المجتمع الدولي حول أهمية التنمية لإحلال السلام في دارفور. وترأس مصر وتركيا الاجتماع بعضوية كل من المملكة والسودان. من جهته أكد الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية لمنظمه المؤتمر الإسلامي السفير عطاء المنان بخيت في تصريحات ل «عكاظ» أن قيمة المشروعات التنموية التى سيجري الاتفاق عليها فى المؤتمر ستصل إلى ما يقارب ملياري دولار أمريكي، معربا عن ثقته بأن مؤتمر دارفور سوف يسهم بشكل كبير في تعزيز عملية التنمية وإعادة الإعمار وتسريع وتيرة السلام والاستقرار في إقليم دارفور. وأفاد أن مؤتمر المانحين لتنمية وإعمار دارفور يتسم بمرونته من حيث عدم الاكتفاء ببند المنح لتمويل المشاريع التنموية المختلفة، لافتا إلى أن قائمة المشروعات التى سيجري طرحها على المؤتمر، تم تحضيرها ودراستها تفصيليا من قبل منظمة المؤتمر الإسلامى، وخبراء فى البنك الإسلامي للتنمية، وبالتنسيق مع الحكومة السودانية. وسوف يعمل المؤتمر على تعزيز قطاعات تنموية عديدة فى دارفور فى سياق تأهيل المنطقة وإعادتها إلى سابق عهدها كبيئة منتجة زراعيا، وقادرة على تمويل نفسها وفق منظومة من المشاريع التنموية تتراوح بين الاحتياجات الأساسية مثل المياه، والزراعة والثروة الحيوانية، إلى المجالات التنموية مثل صناعة الأسمنت والطرق والتصنيع الزراعى، والتنمية الريفية إلى الإسكان والتخطيط العمرانى، وحتى مجالات بناء الإنسان مثل الصحة والتعليم، وتنمية المرأة وبناء قدراتها، مشيرا إلى أن المؤتمر يهدف فى قطاع الزراعة إلى تطوير وزيادة إنتاج المحاصيل الغذائية. وأضاف المنان أن المشاريع المزمع إنشاؤها في دارفور تتضمن بناء قرى نموذجية لإعادة التوطين فى ولايات دارفور الثلاث في 120 قرية نموذجية بمتوسط 400 وحدة سكنية للقرية شاملة الخدمات من تعليم وصحة ومياه وخدمات اجتماعية في ولايات دارفور الثلاث، موزعة كالآتي:27 قرية لولاية شمال دارفور 43 لجنوب دارفور 50 لغرب دارفور. وسيشارك في المؤتمر أحمد أبو الغيط ونظيره التركى أحمد داود أوغلو وعدد من وزراء خارجية الدول العربية، إلى جانب أكمل إحسان الدين أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى، وجرى توجيه الدعوة ل 80 دولة للمشاركة فى المؤتمر الدولى للمانحين لتنمية وإعمار دارفور بالإضافة إلى منظمات دولية مثل الجامعة العربية والأمم المتحدة والبنك الدولى والاتحاد الأفريقى والجامعة العربية. وعقد الاجتماع التحضيري الأول في القاهرة في ديسمبر 2009، بحضور أعضاء اللجنة التحضيرية فيما انعقد في العاصمة السودانية الاجتماع التحضيري الثاني، والذي افتتحه مستشار رئيس جمهورية السودان، ومسؤول ملف إقليم دارفور، الدكتور غازي صلاح الدين. وكانت منظمة المؤتمر الإسلامي والحكومة السودانية وقعتا في 21 يناير 2010 اتفاقية لفتح مكتب المنظمة لتنسيق العمل الإنساني والتنموي في السودان. وتجيز الحكومة السودانية بموجب هذه الاتفاقية للمنظمة فتح مكتب يتمتع بالحصانة الدبلوماسية اللازمة لمتابعة توصيات مؤتمر المانحين، بالإضافة إلى العمل على متابعة عمليات إعادة الإعمار والتنسيق للعمل التنموي الذي تقوم به الدول الأعضاء في المنظمة، وجمعيات المجتمع المدني التابعة لها. ومن المفترض أن يبدأ المكتب عمله بعد انعقاد مؤتمر دارفور. واتفق الجانبان على أن يتخذ المكتب من العاصمة الخرطوم مقرا له، على أن يفتتح فروعا له في مختلف أنحاء السودان.