• حاولت أن ألملم حزنا كان، وحزنا حضر، وحزنا ربما قادم لا محالة، فوجدت أن للحزن في حياتنا إقامة دائمة! • مات أحمد الصغير هكذا جاءت الرسالة، فقلت: إنا لله و إنا إليه راجعون. • لن أتحدث عن مناقبه، ولا عن نقاط في مسيرته؛ لكيلا نكرس، أو بالأحرى نؤطر مقولة: لا نعرف المبدعين إلا بعد وفاتهم! • بقدر ما سأقول إننا كلنا في الأهلي وخارج الأهلي لم نسأل عن عنوان سكناه، إلا بعد أن مات؛ لنقدم واجب العزاء ليس فيه، فحسب، بل في الوفاء الذي كان. • أحمد الصغير مات برأس مرفوع، ويد كريمة، كان يعمل في أقل المهن تواضعا؛ لكي لا يطرق باب أحد! • كان.. وكان، لكننا استكثرنا عليه حتى نعيا في الصحف، وربما سيستكثر آخرون عليه مواساة أسرته! • مات بعد أن أودع خزائن الأهلي بطولات وبطولات.. مات، وأكد قبل موته، وبعد موته أن للقدم ذاكرة! • فمتى سيكون للوفاء ذاكرة في وسطنا الرياضي؟ أسأل، وأترك باب الإجابة مفتوحا على أكثر من مصراع! • يسأل أحد الطيبين: وهل يكرم اللاعب بعد وفاته؟ • فقلت: إكرام الميت دفنه.. أما ما تلا ذلك، فسيظل عملا آخر يذكرني بتكريم خالد الرويحي الذي أعلن، وأعلن في ميدان الحفل، ولم يوف إلا رجل واحد! • أحمد الصغير ليس بحاجة اليوم إلا لمن يدعو له، لكنني ونيابة عن من أحبوا هذا اللاعب وعشقوه لن نسامح! • لن نسامح من نسوه، من أسقطوه من الذاكرة، من تآمروا عليه! • أحمد مات مغبونا، ولن أزيد! ** للحزن لون وطعم • أكاد أنفرد عن الآخرين بأنني لم أولد باكيا، ولم أكن أعرف الضحك! • أكاد أكون الوحيد في هذا الكون ، الذي أثبت أن للحزن لونا وطعما ورائحة! • تتوالى على هاتفي المحمول رسائل تبعث الحزن الذي هو صديقي! • جار الله المالكي يرثي أخاه برسالة أبكتني، الأهلي عبر جواله يبلغني بوفاة أحمد الصغير، رسالة أخرى تؤكد نبأ وفاة والدة الزميل سمير السيالي! • فقلت: فعلا ما لهذا الحزن آخر! • أما على الصعيد الشخصي، فأتعمد دوما مسايرة الواقع بضحك هنا وابتسامة هناك، دون أن أستأذن صديقي الحزن! • الفواجع في حياتنا كثيرة، فما زلت أسيرا لفاجعة أبي وأمي، رغم مرور السنين! • ابنة خالتي ماتت، فتلقيت العزاء فيها دون أن أكون مع المعزين؛ لأنني كنت يومها في ضيافة صديقي الحزن! للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 251 مسافة ثم الرسالة