استهل المهرجان الوطني للتراث والثقافة أنشطته الثقافية أمس بجلستين تمحورت حول «رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار والسلام، وقبول الآخر».أما في القرية التراثية التي شرعت أبوابها أمس للزوار لأسبوعين، فسجل جناح فرنسا ضيف شرف المهرجان، أعلى نسبة إقبال. رأس الندوة الثقافية الأولى وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار عبيد مدني وتنسيق محمد رضا نصر الله، وشارك في الجلسة الأولى رئيس وزراء روسيا الاتحادية السابق يفجيني بريماكوف، والشيخ صالح الحصين، والوزير اللبناني غازي العريضي، والدكتور محمد الأنصاري، والدكتور تركي الحمد، وأحمد بن حلي، وبلال الحسن. وطرحت في الجلسة الثانية من الندوة أوراق مقدمة من وزير خارجية المغرب السابق محمد بن عيسى، والدكتور خليل عبدالله آل خليل، وفؤاد مطر، والدكتور مأمون فندي، وباتريك سيل، وعرفان نظام الدين، وتوماس فريدمان. وأجمع المشاركون في أوارق العمل على أهمية البصمة الحضارية التي سجلها الملك عبدالله عبر مبادرته لحوار أتباع أديان، ومساعيه المستمرة لتعزيز السلام والأمن محليا وعربيا وعالميا، مؤكدين أن من يعرف شخصية خادم الحرمين الشريفين يدرك أهمية دور هذا الرجل الكبير في الحوار. وفي كلمته، قال غازي العريضي «رأينا خادم الحرمين الشريفين يفاجئ العالم بمبادرات غير متوقعة، أنتجت تحولات لم يكن أحد يتوقعها»، مبيناً أن الملك عبدالله في حواره مع الذات تجده منحازاً إلى العام وإلى مصلحة الأمة، وأنه في المبادرات هي التي حملت اسمه لاتخاذ القرارات، المفخرة للأجيال العربية. ورأى الدكتور محمد جابر الانصاري أن رؤية الملك للسلام والحوار وقبول الآخر تنبع أساساً من صميم الإسلام، ولا يمكن إصلاح الواقع العربي إلا بدعوة نابعة من ثوابتها، مؤكدا أن مبادرة السلام العربية التي تقدمت بها المملكة في بيروت 2002 هي المدخل الوحيد لحل الأزمة في الوقت الراهن في ظل اختلال ميزان القوة لصالح إسرائيل. ولاحظ بلال الحسن أن كثيرين هم القادة والسياسيون في العالم، لكن قلة منهم من يترك بصمة على صفحات التاريخ. في المقابل، شرعت قرية الجنادرية التراثية أبوابها أمس في أول أيام الزيارة للمواطنين والمقيمين حيث شهدت القرية توافد الآلاف من الزوار من الكبار والصغار والآباء مصطحبين أبناءهم للتعرف على تراث الأجداد والحضارات القديمة لكل منطقة من مناطق المملكة. وحاز المعرض الفرنسي إقبالا كبيرا من قبل زوار القرية التراثية، حيث تشارك فرنسا في جنادرية 25 كضيف شرف هذا العام، ويتعرف الزائر على الثقافة والمدن الفرنسية عبر العروض التي تقدم في الجناح.