أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود «أن شباب هذا الوطن هم سواعد الأمة في البناء والتنمية»، جاء ذلك في كلمة دونها الملك ليلة البارحة في سجل الزيارات خلال افتتاحه مقر الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الجنادرية 25، قبل تشريفه الحفل الفني والخطابي الكبير الذي أقيم بحضور الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. وزار الملك الجناح المخصص للجمهورية الفرنسية، ضيف شرف المهرجان الوطني الخامس والعشرين للتراث والثقافة، استمع الملك عبد الله إلى شرح من وزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران عن محتويات الجناح. وبعد جولة الملك في أرجاء الجنادرية، رعى الحفل الخطابي والفني الكبير الذي أقيم في الصالة المغلقة الكبرى في الجنادرية، واستهل الحفل بكلمة للحرس الوطني ألقاها نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية، نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، وجاء في نص الكلمة: «إنى لا أقف اليوم لألقي كلمة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية، بل جئت لأستمتع لكلمتها مثلكم، فهي اليوم تقول لكم، يا أيها المحسن المشكور من جهة.. والشكر من قبل الإحسان لا قبلي، أجل سيدي، فها هي الجنادرية تقول، لقد تجاوزت بي الكثير، بما منحتني إياه وأدخلتني من خلاله مرحلة من النضج الثقافي والإنساني والأخلاقي أيضا، أقول ذلك وأردد أن لباسا منحتني أياه متجددا دائما برعايتكم لأظل أملا ورؤية وقيمة ثقافية وتراثية، وليراني المثقف العربي والإسلامي فسحة من الحرية الفكرية لا يتداخل معها من خلال إملاءات سياسية وتوجيهات دعائية تخالف طابعي وطباعي، فأنا جنادرية عبد الله بن عبد العزيز من شكل دوري ووهبني بعد الله روحا يجددها الزمن شبابا وجمالا، فحين سعيتم قبل سنوات طويلة، لصياغتي وبنائي على أسس جمعت بين الثوابت والمتغيرات أردتموني أنا الجنادرية ثورة على كل شكل من أشكال الضعف الأخلاقي والعجز الذهني والثقافي، ولأن كانت كل ملامحي حقائق تؤمن بالله، وتصون شريعته، فلأنها قناعات تسعى كمسعاكم دائما إلى الإصلاح والتطور والتعامل مع العصر وأحداثه بروحه التي تجاوزت عند المعجزين كل موعظة ربانية فكريا ونفسيا وأخلاقيا. نعم سيدي، بإيماني أنا الجنادرية إن شاء الله سيصوغني الحق والخير والجمال، وسيصونني عن كل آفة من آفات العصر، متغيراته التي تجهد مساعاها بالمساس بما نرتكز عليه من ثوابت وآمال تقوم على حراستها بعينٍ من يبحث دائما عن الأمل والحقيقة لأركن إليها وأستظل بظلها في وله عاشقة يبادلها عبد الله بن عبد العزيز عشقا بعشق. سيدي، اسمح لي أنا الجنادرية أن تقف قدمي بجانب قدميكم لنطأ على رأس جهالة هذا العصر وحمقه وتجاوزاتها وخرائبه التي لم تحني قامتها يوما إلى الله، لنطأ عليها بإيمانٍ عميق يضفي طابع الآمان الروحي والرؤية البصيرة في محافظة البشر على الكون والإنسان، بعدما عرضتهما حضارة الطمع وثقافة الاستهلاك إلى الدمار والتشويه، أما أنا جنادريتك في هذا البلد الكبير بحجمه ومعناه، فتوازني قائم على الإيمان بالله، والاهتمام بما وهبه جزيرة العرب، مملكتنا الخيرة، أغلى تراث ثقافي أبدعه أبناؤها على مر العصور وساهموا به في صياغة حضارة العرب والمسلمين والعالم هو ما شكل الهوية العربية في كل زمان ومكان. وختاما لك من هذه الأرض الطاهرة من شعبك السعودي الوفي ومن أمتك العربية والإسلامية المحبة، ومن العالم الذي أطلقتم من على منبره الأممي مبادرة الحوار الثقافي بين الأديان والحضارات كل حب وتقدير. وألقى وزير الثقافة الفرنسي كلمة، أوضح من خلالها أهمية العلاقات الثنائية بين فرنسا والمملكة وعمقها، وثمن مجهودات الملك عبد الله في حوار الأديان وتقريب وجهات النظر بين شعوب العالم. وتم تكريم الأديب عبد الله بن أدريس كشخصية العام الثقافية، ومنحه الملك وسام الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى. وألقى جاسم الصحيح قصيدة فصحى في هذا المناسبة، كما ألقى اللواء خلف بن هذال العتيبي قصيدة نبطية ليبدأ أوبريت «وحدة وطن» الذي جسد صوت الوطن والمواطن في لوحات فنية معبرة.