أبو عزيز أو «abo aziz» كائن افتراضي بالإنترنت، كتب عنه البعض وتحدثوا عنه في مجالسهم، هذه الشخصية الافتراضية لديها قدرات خارقة، كل يوم يقرأ المقالات في الصحف الورقية والإنترنتية، ثم يجمع بعضها ويرسلها لكتاب المقالات، هل هو شخص واحد؟ الصديق خلف الحربي يؤكد أنه أكثر من شخص، وأنهم فريق عمل يتعاونون في هذه المهمة، يؤكد الحربي أنه مستحيل أن يقوم بهذا العمل شخص واحد. «أبو عزيز» منذ عامين تزيد أو تنقص قليلا يوميا يرسل لي مطالعاته للصحف وأهم الأخبار والمقالات، ويدون رأيه مع كل مقال يرسله، وعادة لا يتعدى رأيه بالدعاء على الكاتب / الكاتبة أو بالدعاء له. لديه دعاء ثابت، وهو عبارة عن رجاء إلى الله بأن يدمر الأعداء ما ظهر منهم وما بطن، لم يختف أبدا إلا في أحداث غرق جدة، فقد قل نشاطه، أو ربما القضية لا تعنيه أو لا تعنيهم. فما يهم «أبو عزيز» ثلاث قضايا، «الاختلاط، وجه المرأة، قيادة السيارة»، كل يوم يرسل عنها بشكل مكثف، مع لعنات كثيرة لمن يخالفه، ودعوات لمن يوافقه الرأي. ولا مرة أرسل لي عن قضية تافهة كالبطالة أو العنف ضد الأطفال، أو مشاكل المعلمين والمعلمات، أو التباين بالأحكام في المحاكم، ولا حتى له رأي في مسألة صرف راتب للعاطلين عن العمل، الذي كان مجلس الشورى يناقشه. كل يوم يحاول إقناعي عن طريق إيميلاته بأن كل شيء لدينا على ما يرام، إلا تلك القضايا التي يناضل من أجلها، وكل يوم أنتظر أن يغير موجته عن هذه القضايا الثلاث، ولا فائدة. «أبو عزيز» يذكرني بما قاله الفيلسوف الإنجليزي «برتراند راسل»: «عندما كانت الإمبراطورية الرومانية في طور الانهيار، لم يكن آباء الكنيسة لينشغلوا كثيرا لذلك الانهيار، ما كان يؤرقهم آنذاك هو كيف يمكن الحفاظ على العذرية، ذلك هو ما كان مهما جدا بالنسبة لهم». «راسل» يرى أن القساوسة لم يتغيروا أبدا، ففي الستينات بالقرن الماضي حين كان التوتر على أشده بين أمريكا والاتحاد السوفيتي، لم يتصد رجال الدين لهذه القضية أو لمنع حرب عالمية ستقضي على الجميع، لأنهم كانوا مشغولين بمنع التلقيح الصناعي، ويعتبرون هذه القضية أهم من منع حرب عالمية ستبيد الجميع. أحيانا يخيل لي أن «أبو عزيز» واحد من القساوسة الهاربين عبر التاريخ، فهو مثلهم ليس لديه إلا تلك القضايا، أما البطالة والفقر والظلم قضايا لا تستحق أن يلتفت لها. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة