كشف ل «عكاظ» مدير عام السجون في المملكة اللواء الدكتور علي بن حسين الحارثي، عن توجه إدارته لإنشاء مشاريع، خاصة بنزلاء السجون في جميع المدن الصناعية المنتشرة في المناطق. وبين اللواء الحارثي أهمية المشروع، «لمساعدته نزلاء السجون على مباشرة أعمالهم في مهن حرفية ومهنية وصناعية، تساهم في تحسين أوضاعهم المعيشية عبر تدريبهم على مهن عملية، وتستفيد منها منشآت القطاع الخاص في رفع نسب السعودة». وفي شأن متصل، وقع مدير عام السجون أمس مع أمين جدة المهندس عادل فقيه وبالتضامن مع شركة رأس السلام الوطنية، اتفاقية رعاية لمدة 25 عاما، لتنفيذ مشروعي حديقة مركز الإبداع والأمل وجدارية ساحة الوطن. وبحسب أمين جدة فإن المشروعين معنيان بالأعمال الفنية للسجناء ويساهمان في التعريف بالفن وأشكاله وتاريخه (محليا، وعالميا)، كما يساعد النزلاء على إعادة تأهيلهم وإتاحة الفرصة لهم لاكتساب مهارات فنية حسية ومهنية، ووضعهم في بيئة إيجابية تشجعهم على الاندماج مع المجتمع. وأكد أمين جدة أن اتفاقية مركز الإبداع والأمل، تعتبر نموذجا رائعا من صور التعاون والتكامل والتكافل بين القطاعات الحكومية والخاصة، لما فيه مصلحة المواطن والوطن. وحول الجديد في الاتفاقية قال المهندس فقيه: إنها نموذج لعلاقة «ثلاثية الأبعاد»، تهدف إلى تطوير الحدائق والمرافق البلدية، بعد أن كان تطويرها مرتبطا بالجهاز البلدي فقط. وقال أمين جدة إن جزءا من البرامج المقدمة للسجناء، تتعلق بمهاراتهم الفنية عبر مراكز إبداعية، مشيرا إلى إنشائهم لوحة قياسية بطول 300 متر وعرض ستة أمتار، تحكي تاريخ الوطن منذ التوحيد ومراحل التطورات المتلاحقة حتى العصر الحديث. من جانبه، أوضح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة شركة رأس السلام القابضة المتضامنة مع الإدارة العامة للسجون، أن مشروع مركز الإبداع والأمل، والمقرر إنشاؤه شمالي جدة، يعنى بالأعمال الفنية للسجناء والتعريف بالفن وأشكاله وتاريخه، عبر تنظيم معارض دورية ومحاضرات عامة وإعداد الأبحاث العلمية الخاصة بالفنون وسلوكيات المجتمع تجاه الأعمال الفنية، ونشر دورية نصف سنوية تتعلق بالفنون. وأفاد رئيس مجلس إدارة الشركة أن مشروع «ساحة الوطن»، والمكون من جدارية على مساحة 60 ألف متر مربع، وبتكلفة تزيد عن 12 مليون ريال، يحتوي على أعمال فنية رملية تجسد تاريخ المملكة، ومرافق متنوعة ونوافير مائية. وأكد أن إنشاء المركز سيساهم في التعريف بالفن من منظور إسلامي، وبثقافات الشعوب تجاه الفنون، ونشر البرامج التوعوية الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، وتوجيه المجتمع نحو دوره في تجميل المدينة، والتي تعمل على شحن الفكر المجتمعي بفوائد ومنافع الفنون، وتسليط الضوء على مهارات الموهوبين. وحول مساحة مبنى مركز الإبداع والأمل، أوضح الأمير سعود بن عبدالله أنها تبلغ أكثر من 14 ألف متر مربع، بجوار المنطقة التجارية، ويضم حديقة خضراء شاسعة، ويتكون المركز من صالة متعددة الأغراض في الدور الأرضي تحتوي على معرض بمساحات شاسعة، قاعة اجتماعات ضخمة، صالات لورش العمل، قاعة للمحاضرات والتوعية، صالة متعددة الأغراض تحتوى على إدارة المركز، ومركز التوعية والتعريف.