انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    «الأونروا» : النهب يفاقم مأساة غزة مع اقتراب شبح المجاعة    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    م. الرميح رئيساً لبلدية الخرج    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    «الأنسنة» في تطوير الرياض رؤية حضارية    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    إطلالة على الزمن القديم    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السجون تحتضن نزلاءها بتدريبهم على العمل المهني الشريف
وعي السعوديين بحقيقة الوافدة يصنع مجتمع الخطورة ويعلن شرارة المنافسة (4 - 6)
نشر في الرياض يوم 28 - 03 - 2010

يعتبر التدريب التقني والمهني من أهم البرامج التي حرصت عليها المؤسسات الحكومية الرسمية والأهلية في السنوات الأخيرة لتدريب أبناء وبنات الوطن لمواكبة متطلبات سوق العمل وللحد من مشكلة البطالة داخل المجتمع السعودي وتوفير الرعاية الكريمة للأجيال القادمة.
ولم يعد فقط تعليم الأجيال القادمة محصوراً على تعليم من يملكون الحرية داخل المجتمع وعلى مقاعد الدراسة ممن أصبحوا يتدافعون بكثرة على المعاهد الفنية والصناعة والكليات التقنية في مختلف تخصصاتها والتي أصبحت تغطي جميع مناطق المملكة اليوم بل إن التدريب على الأعمال المهنية والتقنية أصبح يشمل مسلوبي الحرية ممن يقضون عقوبات داخل السجون جراء ارتكابهم مخالفة شرعية في يوم من الأيام حيث تشير الإحصاءات الأخيرة أنه تم اعتماد (183) مليون ريال لإنشاء وتجهيز (23) معهداً تدريبياً في السجون، وتشغيل 3 معاهد والعمل جارٍ على تسلم خمسة معاهد أخرى والباقي في طور الإنشاء وأن أعداد المتدربين في تلك السجون قد تنامى خلال الخمس سنوات الماضية من (480) متدربا إلى ما يقارب (3000) متدرب، وعدد المدربين من (68) مدربا إلى (175) مدربا. فيما أعلنت هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية في محرم من عام 1430ه 2009م أن الهيئة تتجه لإنشاء مدينة صناعية في إصلاحية الحائر تصل تكلفتها الى 100 مليون ريال وقالت الهيئة في تصريح نشرته «الرياض» في ذلك الوقت إن هذه الخطوة جاءت بتعاون بين الهيئة والمديرية العامة للسجون وقد تليها خطوات مشابهة في بعض السجون السعودية وبينت الهيئة على لسان مديرها الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة في حديثه ل «الرياض» عن هذا المشروع الضخم أن هذه الخطوة جاءت بتعاون بين الهيئة والمديرية العامة للسجون، وقد تليها خطوات مشابهة في بعض السجون السعودية، منوها إلى أن المدينة الصناعية في إصلاحية الحائر من المقرر أن تضم نحو (100) مصنع تشغل ما لا يقل عن (80) عاملاً في كل منها وبين الربيعة في وقته عن أنواع الصناعات التي سيتم التركيز عليها وتدريب نزلاء السجون عليها تشمل (النجارة، صناعة الأثاث، صناعة تشكيل الحديد، وصناعة قطع الغيار).. وغيرها من الصناعات وقال إننا نبحث عن صناعات تطور مهارات السجناء.
(الرياض الاقتصادي) تواصل اليوم في الجزء الرابع من سلسلة تحقيقاتها (وعي السعوديين بحقيقة الوافدة يصنع مجتمع الخطورة ويعلن شرارة المنافسة) موضوع العمل المهني وكيف أسهم احتكار كثير من العمالة الوافدة من مختلف الجنسيات للأعمال المهنية وعمليات البيع والشراء في تصاعد نسب العاطلين عن العمل لدينا من أبنائنا المواطنين والمواطنات ودفعت بالبعض منهم لارتكاب الجرائم وكيف أسهم احتكار العمالة الوافدة للأعمال المهنية داخل الوطن من تكبيد المواطنين والمواطنات خسائر فادحة أبرزها الخدمات الرديئة التي تقدمها نوعية كبيرة منهم إضافة لارتكاب بعض العمالة ممن فشلوا في تقديم خدمة راقية حسب التخصص الذي استقدموا لارتكاب أنواع مختلفة من الجرائم خصوصاً عندما شعروا بزيادة الوعي لدى المواطن ومنافسة بعض المواطنين لهم في نفس التخصصات المهنية التي يعملون فيها وذلك ما أثبتته الإحصاءات الرسمية التي تناولها في الحلقة الثانية من هذه السلسلة.
في حلقة اليوم نواصل استراحتنا في إصلاحيتي الحائر والملز عندما كنا بالأمس نستمع لاعترافات بعض السجناء الذين أكدوا لنا أن ما دفعهم لارتكاب جرائم السرقات أو التعاطي والسلب هو فشلهم في الحصول على عمل وخاصة الأعمال المهنية وخصوصاً عندما قوبلوا بالشروط التعجيزية على حد وصفهم من القطاع الخاص وقبل أن نغادر المكان شاهدنا جهوداً تبذل بخصوص موضوعنا الذي فتحنا هذه السلسلة من التحقيقات من أجل معرفة أسبابه وهو موضوع العمل المهني وأهميته في الحد من نسب البطالة بيننا وأن أهمية العمل المهني والتقني ليست محصورة فقط على منهم خارج السجن أو في مراحل التعليم الأولى بل إن العمل المهني والتقني من أهم الحرف التي قد يحتاج لها الإنسان سواء كان موظفاً عند إصلاح عطل في سيارته أو في منزله وحتى في إقامة مشروع خاص به يساعده على الأعباء المالية خارج الدوام الرسمي خاصة وإن كان من ذوي الدخول المحدودة.
* السجون والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني
مؤسستان من مؤسسات مجتمعنا تقدمان خدمات جليلة في إنجاح هذه الحملة الواسعة لترسيخ مفهوم وأهمية العمل المهني في أبنائنا من الجنسين، المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وهي المؤسسة الأم والراعية للبنة إنتاج جيل جديد هو جيل الفنيين والتقنيين والمتخصصين في الأعمال الفنية التقنية على اختلاف أنواعها.
والمديرية العامة للسجون وهي أيضاً صاحبة الرحمة والإنسانية والتي رغم أنه أوكل إليها دور العقاب والتهذيب إلا أنها هي الأخرى قامت بدور بطولي في تدريب ضحايا الجريمة وإعادة تأهيلهم ليعودوا أبناء صالحين وفاعلين داخل المجتمع لكن وقبل أن نشير الى الجهود التي تبذلها المديرية العامة للسجون في إعادة تأهيل السجناء بتطوير قدراتهم في المجال المهني كأحد الأهداف التي تسعى المديرية العامة للسجون بالمملكة لتحقيقها نحب أن نشيد بالجهود الإنسانية التي يبذلها المسئولون في إصلاحيات السجون من خلال ما شاهدناه من حرص العاملين في تلك الإصلاحيات على حفظ حقوق السجناء واحترام إنسانيتهم حتى ولو كان السجين قد ارتكب جرماً يستحق عليه العقاب والزجر من المجتمع.
رصدنا العمل اليومي عند زيارتنا لإصلاحية الملز وإصلاحية الحائر فوجدنا العاملين هناك يبذلون الجهود الجبارة لنشر التوعية الدينية بين السجناء وحثهم على أداء الصلاة جماعات وتدارس القرآن وإشغال أوقاتهم بما هو نافع ومفيد واستضافة العلماء والمشايخ لإلقاء المحاضرات الدينية والثقافية في مختلف الجوانب الشرعية والاجتماعية والبرامج الرياضية وإقامة المسابقات المتنوعة إضافة لحرص المسئولين في المديرية العامة للسجون في المملكة على تأكيد أهمية حفظ كرامة السجين وإعطائه جميع حقوقه الإنسانية التي تصل حتى الاهتمام بأسرته خارج السجن وتوفير جميع متطلباتها وإتاحة الفرصة له لاستكمال دراسته وهذه الخدمات قد لا تكون متوفرة في دول أخرى من دول العالم اليوم حيث يحظى السجين داخل سجون المملكة منذ إيداعه بالسجن وحتى الإفراج عنه بكافة الخدمات من جميع النواحي الصحية والاجتماعية والنفسية والتي بلا شك تولد لدى السجناء نوعاً من الثقة والإحساس بالراحة النفسية والطمأنينة وتساعد في تغيير نظرتهم للمجتمع ويتقبل كل ما يقدم له من برامج داخل السجن.
والخدمات التي تقدم للسجناء داخل سجون المملكة تصل لتقديم مصروف يومي ومصروف لشراء أغراضه الشخصية كل تلك الجهود التي يبذلها العاملون في المديرية العامة للسجون ترمي لحفظ حقوق السجناء واحترام إنسانيتهم حتى ولو كان السجين قد ارتكب جرماً يستحق عليه العقاب والزجر من المجتمع.
وجميع هذه الخدمات التي تقدم للسجناء داخل سجون المملكة تأتي
تلبية لتوجيهات ولاة الأمر حفظهم الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وبمتابعة من سمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية وسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية حفظهم الله لحفظ حقوق السجين باعتباره إنسانا له كرامته حتى وإن أخطى فباب التوبة دائماً مفتوح هو ما تحثنا عليه شريعتنا السمحة.
التدريب المهني لنزلاء السجون (معاهد التدريب المهني بالسجون):
في إطار سعيها لترسيخ أهمية العمل المهني والتقني داخل المجتمع اهتمت المؤسسة العامة بشريحة السجناء من نزلا المؤسسات الإصلاحية حيث أشرفت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني على التدريب المهني في السجون منذ عام 1424ه، حيث أنشأت المؤسسة بالتعاون مع المديرية العامة للسجون بوزارة الداخلية عددا من المعاهد المهنية داخل السجون؛ لتدريب النزلاء في دورات مهنية متخصصة مماثلة لبرامج معاهد التدريب المهني. يهدف برنامج التدريب المهني في السجون إلى إكساب النزيل المتدرب المهارات العملية التخصصية لإعداده وتأهيله للعودة إلى المجتمع -بعد انتهاء محكوميته- عنصراً فاعلاً ومنتجاً، ولتحقيق ذلك يلزم توفير البيئة التدريبية الفاعلة المستوفية لعناصر العملية التدريبية والمتمثلة في المبنى والتجهيز والمدرب والمنهج، ويدرب في مراكز التدريب بالسجون عدد من المهن والتخصصات (الكهرباء، التمديدات الصحية، حاسب آلي، خياطة، حلاقة، نجارة، سمكرة ودهان، إلكترونيات، سيارات، تبريد وتكييف، لحام) بالإضافة إلى مهن أخرى تدرج حسب الإمكانيات بين وقت وآخر.
وقد أكد مدير عام الإدارة العامة لبرامج التدريب المشترك وأمين عام مجلس التنظيم الوطني للتدريب المشترك بالمؤسسة في شهر ربيع الأول الماضي في تصريح ل «الرياض» المهندس عبدالرحمن السريعي بأن هناك ما يقارب من 36 مركز تدريب مهني بسجون المملكة تضاهي المراكز خارج السجون وبها جميع التخصصات المهنية والفنية وتتيح للمتدرب بعد تخرجه من المركز فرصة مواصلة التعليم في الكليات التقنية بعد انتهاء فترة عقوبته في السجن وأن للفتيات نصيبا كبيرا للاستفادة من مراكز التدريب أيضاً داخل السجون بأقسام خاصة ولديهن إدارة خاصة تعنى بشؤونهن.
وبين السريحي أن مثل هذا الاهتمام بنزلاء الإصلاحيات يأتي إيمانا من المؤسسة بأن هذه الفئة لها حق في الحصول على نفس الفرص التدريبية التي يلتحق بها نظراؤهم خارج السجن وبنفس الجودة في التدريب،
وبين في تصريح آخر بهذا الخصوص أنه تم اعتماد 183 مليون ريال؛ لإنشاء وتجهيز 23 معهداً تدريبياً في السجون، تم استلام وتشغيل 3 معاهد والعمل جارٍ على تسلم خمسة معاهد أخرى والباقي في طور الإنشاء. وقال إن عدد المتدربين قد تنامى خلال الخمس سنوات الماضية من 480 متدربا إلى ما يقارب 3000 متدرب، وعدد المدربين من 68 مدربا إلى 175 مدربا. وقد تم توقيع اتفاقية مع صندوق المئوية؛ لدعم النزلاء ممن حصلوا على تدريب بافتتاح مشاريع خاصة بهم بعد انتهاء محكوماتهم من إيمان المسئولين بالمديرية العامة للسجون من أن بيئة السجون تملك المقومات الأولية لقيام النشاطات الصناعية من خلال الطاقات البشرية الموجود داخل السجون والتدريب الفني والتقني على مختلف المهن والمهارات إضافة الى توفر بعض المصانع في كل من الرياض وجدة والدمام والمدينة المنورة أخذ العاملين بالسجون على عاتقهم مهمة إشراك القطاع الخاص في الاستثمار داخل السجون ودعم عملية الرعاية والإصلاح للسجناء وإنشاء المصانع والورش في شتى المجلات والتي منها على سبيل المثال ميكانيكا وسمكرة السيارات ولحام اكس ستيك وكهرباء ونجارة عامة. وكهرباء وتسليك وتفصيل ملابس. وتعليم الآلة الكاتبة والتبريد والتكييف والإلكترونيات واللحام والحدادة. إضافة الى بعض الصناعات مثل صناعة الأحذية والجلود والأثاث والعمل في المخابز والحلويات والثلج والمجوهرات والحدادة والكراسي حيث تسعى المديرية العامة للسجون ومن خلال تدريب السجناء على مثل هذه الأعمال وتقديم الحوافز المادية للسجناء ودعوة رجال الأعمال لإقامة مصانع منتجة داخل السجون، كما شرعت السجون في تهيئة البيئة الاستثمارية لديها وقامت بفتح قنوات اتصال مع الجهات ذات العلاقة لتحقيق ذلك وكان من أبرز النتائج توقيع اتفاقية مشتركة بين السجون وهيئة المدن الصناعية لإنشاء مدينة صناعية في الحائر تعد نواة لإنشاء مدن صناعية أخرى في مختلف مناطق المملكة ووصفها مدير عام السجون بالمملكة اللواء الدكتور علي بن حسين الحارثي في تصريح سابق له أنها المدينة الصناعية الأولى في العالم على مستوى السجون. واعتبر اللواء الحارثي في تصريحات سابقة لوسائل الإعلام مشاركة رجال الأعمال تدريب السجناء والاستثمار في السجون من من منطلق المسؤولية الاجتماعية نظراً للمزايا الإيجابية المتحققة سواءً لرجال الأعمال أو السجناء أو المجتمع. وفي هذا الإطار وتشجيع العمل المهني حتى داخل السجون لإهمية في الوقت الحالي أعلنت هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية في محرم من عام 1430ه 2009 م أن الهيئة تتجه لإنشاء مدينة صناعية في إصلاحية الحائر تصل تكلفتها الى 100 مليون ريال، وقالت الهيئة في تصريح نشرته الرياض في ذلك الوقت إن هذه الخطوة جاءت بتعاون بين الهيئة والمديرية العامة للسجون وقد تليها خطوات مشابهة في بعض السجون السعودية وبينت الهيئة على لسان مديرها الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة في حديثه ل «الرياض» عن هذا المشروع الضخم إن هذه الخطوة جاءت بتعاون بين الهيئة والمديرية العامة للسجون، وقد تليها خطوات مشابهة في بعض السجون السعودية، منوها إلى أن المدينة الصناعية في إصلاحية الحائر من المقرر أن تضم نحو 100 مصنع تشغل ما لا يقل عن 80 عاملاً في كل منها وبين الربيعة في وقته عن أنواع الصناعات التي سيتم التركيز عليها وتدريب نزلاء السجون عليها تشمل (النجارة، صناعة الأثاث، صناعة تشكيل الحديد، وصناعة قطع الغيار).. وغيرها من الصناعات وقال إننا نبحث عن صناعات تطور مهارات السجناء ولا نبحث عن صناعات تطور عمالة ونعمل على أن السجين حينما تنتهي محكوميته يجد فرصة عمل خارج إطار السجن أما من حيث حجم التكلفة فيتميز المشروع بأنه جزء من المجمع ولذلك فإن جزءاً من التكلفة لإنشاء المشروع سوف يكون مؤمنا من السابق مثل الكهرباء والصرف الصحي، ونتوقع أن حجم تكلفة المشروع تقريباً 100 مليون ريال. وفي العموم يمثل حجم الاستثمارات في المدن الصناعية ب 100 - 140 مصنعا بقيمة إجمالية تصل إلى 5 مليارات ريال مؤكداً أن هناك العديد من المزايا التي سوف يحصل عليها السجناء نظير عملهم داخل المدينة الصناعية وتتمثل في تأمين عائد مالي مجزٍ للسجناء بالإضافة لتطوير مهاراتهم الحرفية كما أن السجين سوف يعامل كموظف في وزارة العمل، بالإضافة إلى تسجيله في التأمينات الاجتماعية، ويحسب له خدمة تقاعدية وجميع هذه المزايا وغيرها تحقق للسجين الأمان الاجتماعي والنفسي بأنه عنصر فعّال ومنتج وأن فترة بقائه داخل السجن هي مرحلة إنتاجية مثمرة ويحق للسجين بعد انتهاء محكوميته المواصلة في العمل داخل السجن إذا رغب ذلك.
* الرياض تلتقي بعدد من السجناء في فصول التدريب
وفي جولة «الرياض» في إصلاحية الحائر والملز التقينا بعدد كبير من السجناء المنتظمين في قاعات التدريب والعاملين في بعض المصانع والذين لمحنا من خلال سماتهم رضاهم عن تلك الدورات التدريبية يقول أحد السجناء والمحكوم عليه بخمس سنوات في قضية سرقة غدر بي الشيطان في لحظة طيش وكنت أرافق عددا من أصدقاء السوء والذي بينهم عدد من المتعاطين للمخدر ومع مرور الوقت أصبحنا نمتهن سرقة المنازل والسيارات حتى ألقت الشرطة القبض علينا وحكم علينا بالسجن خمس سنوات وفي السجن أصبحت أشعر بالفراغ فانتظمت في عدة دورات منها دورة في الميكانيكا وسمكرة السيارات وكذلك دورة في الكاتبة حيث إني حاصل على شهادة الكفاءة لم يكن لدي عمل قبل ذلك وفشلت في منافسة الوافدين حيث بدأت بمشروع بيع في الحراج لكن للأسف لم أستمر طويلاً وتمنى السجين (م س) في نهاية اعترافه ل «الرياض» أن يعود للطريق السليم ويستفيد من هذه الدورات التي حصل عليها والتي أبلغه المسئولون في السجن أنها مصدقة من التعليم الفني ولا يمكن لأحد أن يعرف أن مصدرها كان في السجن.
* التبريد والتكييف
فيما التقينا بمجموعة أخرى من السجناء كانوا يلتفون حول أحد المدربين في إحدى القاعات وهو يشرح لهم في موضوع التبريد والتكييف اقتربنا من أحدهم والذي قال لنا إنه محكوم في قضية ترويج وتعاطي لمدة سبع سنوات وقد التحق بهذه الدورة من أجل القضاء على وقت الفراغ وعلى أمل أن تسهم في حصوله على عمل بعد خروجه أو توظيفه داخل السجن بعد انتهاء الدورة وقال إن هنا كثيرا من السجناء يدرسون صباحاً ويعملون مساءً وهم يمارسون حياتهم وكأنهم خارج السجن حتى أن البعض يسمح له بالخلوة مع زوجته ودخول أطفاله له.
* المشاهد كثيرة والهم واحد
داخل قاعات التدريب ومعامل المصانع داخل السجون تختلف القضايا ومدة الأحكام لكن الدورات أيضاً متنوعة وكثيرة والحياة هنا كما يصفها السجناء شبيهة بالحياة خارج السجن من حيث التعليم وفرصة التعلم لكن آمال السجناء هنا كبيرة في رجال الأعمال بأن يساعدوهم في تخطي ظروفهم بعد خروجهم إنشاء الله في توفير العمل المناسب لهم حسب تخصصاتهم وشهاداتهم التي حصلوا عليها فيما يقول سجناء آخرون إنهم قرروا العمل الحر في ممارسة تقديم خدمة الكهرباء أو السباكة وغيرها من المهن التي تعلموها داخل السجن بإقامة مشاريعهم الخاصة بمشيئة الله تعالى.
* تركنا السجناء في معامل وقاعات التدريب والمصانع وقد انشغلوا بالعمل والتدريب وكلنا أمل أن يجدوا من يأخذ بيدهم بعد خروجهم ويساعدهم على الكسب الشريف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.