اعتبر الداعية الدكتور طارق السويدان أن تصنيفه ضمن «الدعاة الجدد» فخر له، موضحا أن الدعوة التقليدية المعتمدة على التلقين والغلظة والشدة لم تعد تؤدي غرضا في الوقت الراهن، مع قوة الانفتاح الإعلامي وكثرة الدعاة والمرشدين، موضحا «أن أعظم ما شرفني الله به أن أكون داعية بطريقة جديدة ومحببة إلى النفس»، مطالبا بتنوع أشكال الدعوة وتجديدها مع تنوع مغريات العصر. بدأت حديثي مع الدكتور السويدان حول الإعلام الديني الإسلامي، بحكم أنه واحد من أبرز العاملين في هذا المجال، سألته عن سبب ما تعانيه القنوات الفضائية الإسلامية من تردي مقارنة بالإعلام الآخر، فأجاب قائلا: «الإعلام الآن بشكل عام موجه، فكل يستقي منه ما يريد، ولا يوجد قناة شاملة وكاملة قد تشبع المتلقي، والإعلام الديني لا يشكل أكثر من 10 في المائة من الإعلام بشكل عام، ولا اعتقد أن هذه النسبة ستزيد بأي شكل من الأشكال». • إذن لماذا لا يتم تكوين اتحاد للفضائيات الدينية لإنتاج برامج مشتركه تخدم الأمة بدلا من التشتت الذي تعيشه تلك الفضائيات؟ أتمنى ذلك.. ودول الخليج لها تجربة رائدة ورائعة في هذا المجال بعد تأسيس مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربي، التي قدمت أعمالا متميزة ما زالت عالقة في أذهان الكثير. • لكن، قناة الرسالة التي تديرونها ما زلت في حالة عدم استقرار، لعدم وجود استراتيجية واضحة مع مرور أربع سنوات على إنشائها، مع أننا نعرفكم بأنكم أحد رواد التخطيط الاستراتيجي؟ على العكس مما قلت، فقناة الرسالة من القنوات القليلة التي قدمت استراتيجية واضحة مكتوبة ومحسوبة، ونحن سائرون على منهجية مدروسة الأهداف والملامح. • طالبت في إحدى محاضراتكم بتوجيه الشباب إلى العمل الحر وترك الوظيفة، ألا ترون أنها مجازفة من شبابنا في بداية حياتهم العملية؟ طالبت وما زلت أطالب الشباب بترك العمل الوظيفي والاتجاه نحو الأعمال الحرة، لأنه سيجد ذاته فيها، ولا مانع من الانخراط في العمل الوظيفي لفترة من الزمن؛ لاكتساب مهارات وخبرات ومن ثم الاتجاه إلى سوق العمل والأعمال الحرة، فا تجاه الشباب إلى العمل الحر يقوده للإبداع العلمي والعملي. • وماذا تود قوله حول المرأة الخليجية؟ الحمد لله، بدأت نهضة المرأة الخليجية في تعليمها وممارساتها العملية، بعد أن همشت المرأة المسلمة قرونا عديدة، لذلك أتمنى أن تستغل ما فاتها من تهميش، وتحاول أن تلحق بالركب وتستغل فرص التعليم المتاحة لها، وأن ترتقي أعلى الوظائف والدرجات العلمية، مع احتفاظها بقيمها وثوابتها الدينية، ستقودها لتكوين شخصية المرأة المسلمة الفاعلة في المجتمع. • دعني أسألك سؤالا أخيرا، ما علاقة الدكتور طارق السويدان بهندسة البترول والدعوة والإعلام والتخطيط الإداري.. تخصصات قد تكون بعيدة عن بعضها؟ أقول للشباب والفتيات بشكل دائم أنهم محظوظون في عصر ساعدهم على اختيار تخصصاتهم للوصول إلى الإبداع العملي، فنحن في الجيل السابق لم يجد من يرشدنا إلى تخصصات معينة، وعندما دخلت إلى عالم البترول لم يكن باختياري، وبعد مرور 16 عاما في الوظيفة وجدت نفسي أنني لم أخلق لها، فكنت لم أعشق الدعوة فأبدعت فيها، والحمد لله.