أحدثت شبكة من ستة أشقياء عرب يتزعمها «أبوسيوف» نقلة مغايرة في نشاطها الإجرامي، تمثلت في التخلي عن أسلوب استجداء الضحايا بأصوات ناعمة لشحن هواتفها النقالة، إلى استدراجهم إلى لقاءات وهمية ثم ضربهم وانتزاع ما معهم من هواتف وأموال ثم إلى السطو على المتاجر ومراكز التسوق في جدة. حيثيات الوقائع التي تورط فيها المتهمون الستة تعود إلى مكالمات ساخنة وصلت إلى مراهقين من شبان تقمصوا أدوار فتيات يطلبون فيها شحن هواتفهم ريثما تتحقق وعود اللقاءت، فابتلع معظم الضحايا الطعم وأسرفوا في سداد مبالغ كبيرة لصالح هواتف المحتالين قبل أن تتدخل أمس قوة من وحدة الميدان في شرطة جدة لتضع حدا لألاعيب شبكة الأصوات الناعمة. من بين الضحايا شاب عربي وقع فريسة لمكالمة هاتفية ساخنة مع الزعيم أبوسيوف صاحب الصوت النسوي الناعم الذي أوهمه برغبته في اللقاء في أحد الأمكنة فمضى المجني عليه إلى الموقع المحدد لينهال عليه بالضرب خمسة شبان ،قبل انتزاع ما معه والتواري عن الأنظار، وشهدت أزقة وشوارع حي الجامعة وقائع وأحداثا مماثلة الأمر الذي دفع السلطات الأمنية إلى التحرك وملاحقة أعضاء الشبكة عن طريق وحدة ميدان تتبع شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة، بمتابعة من مديرها اللواء علي الغامدي، ومساعده للأمن الجنائي، ومدير التحقيقات الجنائية. استهل الفريق الأمني مهمته بمراقبة المشتبهين وأصحاب السوابق في الاحتيال لأكثر من أربعة أيام، كما توزع عدد من المخبرين في المواقع المحتملة. في الأثناء نجح رئيس وحدة الميدان في تحديد أوصاف المتهم الرئيسي الذي تتطابق ملامحه مع معلومات تقدم بها أحد الضحايا، لتسفر عمليات التدقيق والمتابعة في تركيز الاتهام على شاب أكد الضحايا تورطه فعليا في الاعتداء عليهم. لم يمض وقت طويل على ضبط المشتبه فسقط أعوانه واحدا تلو الآخر في ملاحقات أمنية شهدتها شوارع حي الجامعة. واعترف أعضاء الشبكة بتورطهم في أكثر من اعتداء وسطو وسرقة بلغت جملتها 30 حادثا. وأبلغ الناطق الإعلامي في شرطة جدة، العقيد مسفر الجعيد عن إيقاف ستة من جنسيات مختلفة، وأقر المتهمون بسرقة متاجر كبرى و محال تموينات ومراكز بيع هواتف نقالة.