قفز المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس، إلى قمم سبق أن سجلها قبل أكثر من أربعة أشهر، وهي قريبة من القمم التي هبط منها إلى مستويات 6000 نقطة، والمحددة عند مستوى 6578 نقطة، سجلها في تاريخ 25/10/2009 م، حيث وصل أمس إلى مستوى 6552 نقطة وبفارق 26 نقطة عن القمة السابقة، بدعم من سهم سابك والراجحي، وأغلق سهم سابك على سعر 91.75 ريال وسجل أعلى سعر على 92 ريالا، في حين أغلق سهم الراجحي على سعر 77 ريالا مرتفعا بنسبة 1.33 في المائة مقارنة بسعر الافتتاح البالغ 67.50 ريال، وكان قطاع الأسمنت يقوم بعملية توازن السوق. من الناحية الفنية، دخلت السوق أمس مرحلة جادة، اقتربت معها الأسهم القيادية والمؤشر العام من قمم تحتاج فيها إلى تغلب نسبة الشراء على قوى البيع، مقارنة بالأيام الماضية. ومن الملاحظ إنها بالغت في الصعود أمس نوعا ما، مكررة نفس السيناريو الذي تخطت به قمة سابقة كانت عند مستوى 6423 نقطة، وواصلت الصعود إلى مستويات 6496 نقطة مما جعلها تميل إلى التصريف الاحترافي، نتيجة تردد المحافظ الكبيرة في الشراء، باعتقادها أن أي ارتفاع عال يفوت فرص الشراء، كما أن الهبوط المبالغ فيه يعرضها للتعلق بأسعار عالية، فمن أبرز الأسباب التي تدفع صناديق البنوك إلى إجراء عملية تدوير هي ارتفاع المؤشر العام بدون تفاعل أسعار الأسهم، ويمكن معرفة ذلك في حال المقارنة بين أسعار الأسهم قبل أربعة أشهر والفترة الحالية، مع النظر في المستويات التي يحققها المؤشر العام في الفترتين، حيث يلحظ أن هناك توازنا إيجابيا، يتلقى الدعم من قطاع الأسمنت في حال هدوء قطاع المصارف، وفي حال المبالغة في التراجع يبرز قطاع الاتصالات داعما ثانيا، وهذا يأتي في إطار المحافظة على بقاء السيولة داخل السوق، مما يعني أن المضاربة وبالذات لغير المحترفين غير مجدية، خاصة إذا كان السهم من غير الأسهم المنتقاة. على صعيد التعاملات اليومية، أغلق المؤشر العام تعاملاته اليومية على ارتفاع بمقدار 61 نقطة أو ما يعادل 0.94 في المائة، وبحجم سيولة يومية مرتفعة مقارنة باليومين الماضيين وصلت نحو 3.475 مليار ريال، وبكمية أسهم منفذة مرتفعة أيضا تجاوزت 151 مليون سهم، توزعت على أكثر من 82 ألف صفقة يومية، ارتفعت أسعار أسهم 84 شركة، جاء سهم أسمنت الجنوبية في الصدارة بنسبة ارتفاع تجاوزت 4.70 في المائة، ثم سهم أسمنت السعودية بنسبة 4.50 في المائة، وكل من سيسكو وبترو رابغ وأسمنت القصيم والكابلات بنسبة قاربت على 3 في المائة. وافتتحت السوق جلستها اليومية على ارتفاع متوقع بلغ قوامه 74 نقطة، نتيجة إغلاق الأسواق العالمية على ارتفاع، بما فيها سوق النفط الذي تجاوز سعره 81.50 دولار، إضافة إلى التطمينات التي تشير إلى عدم توجه هيئة السوق المالية إلى تقسيم السوق من جديد خلال الفترة الراهنة، وهي من الشائعات التي يمارس من خلالها ضغط على السوق، وفي فترات معينة، فمن الملاحظ أن السوق تمر حاليا بحالة نفسية أكثر استقرارا، وقد تجاوزت نقاط مقاومة عنيفة مع بداية الافتتاح، تحولت خلالها هذه النقاط إلى حاجز دعم في أغلب فترات الجلسة، بما فيها نقطة ارتكاز الجلسة والمحددة عند مستوى 6516 نقطة، وكانت السيولة تتدفق بشكل متسرع تجاوزت أحجامها المليار قبل انتهاء تعاملات الساعة الأولى من الجلسة في حين شهدت هدوءا في الساعة الثانية، التي بدأت معها عملية جني أرباح لحظية، الهدف منها التأثير على الأسهم الخفيفة حيث كانت تتراجع بنسب عالية مثل سهم الصقر الذي أغلق على النسبة الدنيا، وضمت قائمة الشركات الأكثر تراجعا كلا من سهم المتحدة للتأمين بنسبة 8 في المائة، ثم سهم أسمنت ينبع والجوف الزراعية وإليانز والسعودية الهندية بنسبة تجاوزت 5 في المائة.