توفي والدي قبل عام تقريبا بعد معاناة طويلة مع المرض، بعدها تحولت حياة أسرتي الكبيرة إلى معاناة مستمرة من المشاكل سببها الرئيس الطمع وحب المال، فبعد أن انتهينا من توزيع التركة، عاد عدد من الورثة وادعوا ضد أحد أشقائي بأنه استدان من والدي أربعمائة ألف ريال، وكتب عليه ورقه بهذا الدين، مدعين بأن الورقة اختفت بعد وفاة والدنا، وربما يكون لأخي الشقيق دور في ذلك حتى لا يطالبه أحد بسداد هذا الدين، خاصة وأنه يعرف بأن هذه الورقة تعد الدليل الوحيد لإثبات المديونية، المهم أن أخي أنكر تماما هذا الادعاء، كما رفض أداء اليمين في مجلس الصلح مبررا ذلك بأنه لم يعتد الحلف لمجرد أن أحدا اتهمه لتشويه سمعته أو لغاية في نفسه، وذكر بأنه مستعد لدفع المبلغ المدعى به كاملا إن حلفوا اليمين، لكن الورثة مترددون في حلف اليمين بحجة أنهم مدعون وأنهم لا يستطيعون الجزم تماما بحقيقة الدين، وسمعنا أخيرا بأنهم تقدموا بدعوى أمام المحكمة العامة.. فما رأيك؟ هاني مكةالمكرمة واضح من السؤال أن الورثة لا يملكون أي إثبات ضد شقيقك المدعى عليه، وفي هذه الحالة ليس لهم إلا يمينه، فإن استمر في رفض أداء اليمين حتى في مجلس القاضي، فقد يحسب عليه ذلك نكولا،(أي امتناع من وجبت عليه اليمين عن حلفها)، وقد يكون نكوله صراحة أو دلالة بالسكوت وهناك من يعتبر النكول بمثابة إقرار بصحة الدعوى، لأنه لو كان صادقا في إنكاره لما امتنع عن الحلف، وهناك من يرى أن النكول وحده لا يكفي للحكم على المدعى عليه لأنه حجة ضعيفة يجب تقويتها بيمين المدعى على أنه صادق في دعواه، وقد نصت المادة الرابعة والستون من نظام المرافعات الشرعية على أنه (إذا امتنع المدعى عليه عن الجواب كليا، أو أجاب بجواب غير ملاق للدعوى، كرر عليه القاضي طلب الجواب الصحيح ثلاثا في الجلسة نفسها، فإذا أصر على ذلك عد ناكلا بعد إنذاره وأجري في القضية ما يقتضيه الوجه الشرعي)، ونهاية هذه المادة تعني أن لدى القاضي الحرية في إجراء ما يراه على النكول وفقا لما يقتضيه الوجه الشرعي.