تقول الأخبار الواردة من الرياض، وتحديدا من المؤتمر الأول لطلاب التعليم العالي، إن جامعة وحيدة من مجموعة جامعاتنا الموقرة: (أكلت الجو) ببحوث طلابها ومشاريعهم، فيما بقية الجامعات تراقب المشهد ببرود أعصاب وبعضها سارع إلى صياغة مسودة أعذار وتبريرات لفشلها في الماراثون الطلابي. تقبع جامعة واحدة على رأس التميز، واثنتان في منتصف الجسد تترنح والبقية المخجلة تتنافس على طرف الذيل المتحرك حتى لا تسقط إلى ما كان أسوأ. عندما كتبت، قبل أشهر، مقالا عن جامعات الذيل التي تعشق مكانها ولا تريد الحراك، عاتبني مسؤول في جامعة محترمة ولدت من جامعتين عملاقتين، وقال إن كلامي قاس جدا عليهم، وإنهم يجتهدون من أجل طلابهم لكن (الميزانية لا تكفي). دائما يتحدثون عن المال وكأن طلابهم يطالبون بمشروع ترفيهي جانبي، وكأنهم لا يتحدثون عن نواة بالية لتعليم ومنهج في وجود المليارات. يطلب طلاب الجامعات، حين يتحدثون، تعليما حديثا وليس ذاك الذي بليت أوراقه من عشرات السنين. يطلبون، حين يكتبون، طريقا إلى البحث العلمي الذي أجاده طلاب العالم وتشبعوا منه، فيما جامعاتنا تقدم ورقة وتؤخر أخرى على هذا الطريق لأسباب لا يعلمها سواهم. ولا حل أو أمل في ذلك، وأقولها مسؤولا، طالما سعادة الوكيل والعميد ورئيس القسم غير مقتنعين بالمشروع ومشغولون كالعادة بتقاسم المناصب وتطوير السيرة الذاتية والبحث عن (خارج دوام). مسكينة هي أوراق المبادرات التي يقدمها طلاب من أجل التغيير. مخنوقة صامتة هي أصوات أساتذة الجامعات السعوديين القادمين للتو من جامعات العالم بأفكار تطوير. مطرودة إلى الخارج وسعيدة هناك، كل فكرة وكل موهبة وكل بادرة بحث علمي، وهذا ليس لأن البلد يعيش ركودا أو فقرا، أبدا بل هو الآن أصلح بيئة لكل تلك الأفكار، ولكن لأن معاليه وسعادته ومن تحتهم منهمكون في (نقلة تطويرية ونوعية) لجامعاتهم منذ عامين وخمسة، ومع ذلك لم نشم لها رائحة ناهيك أن نرى غبارها. أتدرون ما أجمل ما سيخرج به طلاب الجامعات بعد غد، وبعد عودة كل جامعة بخفيها وخيبتها من المؤتمر؟ الأجمل هو ذلك الدرس الذي سيرمي بنفسه في طريق مسؤوليها، حين يتبين لهم أن تقييم الجامعة ومستواها لم يكن يوما (موقعا إليكترونيا ومؤشرات). تقييم الجامعة وقيمتها هم طلابها: كيف حالهم وأفكارهم ومناهجهم وشهاداتهم ومن سيتنافس على خطفهم غدا. في الوقت الحالي ثمة واقع نفور وامتعاض من كثير ممن جربهم. هذا هو الميدان يا حميدان كل الجامعة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة