فاقت شهرة «إيني» الإندونيسية الآفاق في الأوساط النسوية، بمقدرتها الفائقة في السمسرة وتوفير الخادمات غير النظاميات وإحياء الحفلات النسائية واستجلاب راقصات من جنسيتها. وتمدد نشاط الشبكة إلى أجزاء واسعة في جدة، لاسيما في أوساط الجاليات، لكن شعبة التحري والبحث الجنائي في دوريات جوازات جدة، التي ظلت تراقب إيني ورفيقاتها لفترة طويلة، نجحت في وضع حد لنشاطها واستطاعت اختراق محيطها، عن طريق مصدر نسوي، استدرج السمسارة، حتى سقطت أمس في يد الأمن، ومعها سبع من زميلاتها بعد مسيرة طويلة من المخالفات، سجلتها ضدهم سلطات الأمن. وكانت الزعيمة أمينة، التي اتخذت من اسمها الحركي «إيني» ستارا لإخفاء نفسها وتضليل الأمن، درجت على التغلغل في أوساط النساء وحثهن على الاستعانة ببنات من جنسيتها، أغلبهن من الخادمات الهاربات والمتخلفات عن العودة إلى بلادهن، للعمل كخادمات أو مباشرات وأحيانا راقصات في المناسبات النسوية، وفي سبيل تأكيد مهاراتها ونفوذها طبعت الزعيمة إيني بطاقات باسمهما ونوع نشاطها وتوزيعها عن طريق بعض معاونيها من الرجال والنساء في الأسواق والمناسبات والإعلان عن نشاط «الخمسة نجوم». وبرغم انتشارها الواسع حرصت المتهمة على ضرب ستار من السرية حول نشاطها وحصر تعاملاتها في أضيق نطاق والابتعاد عن التفاوض المباشر والحرص على المفاوضات الهاتفية عن طريق وسيطات من بنات جنسها، والنأي عن إدخال عناصر جديدة في نشاطها، لكن زبونة نسوية متعاونة مع الجوازات أفلحت في الاقتراب منها داخل أحد الأسواق الشهيرة، مبدية رغبتها في توظيف فتيات آسيويات في مشروع تجاري بعد فشلها، أي الزبونة الوهمية، في تدبير عاملات رسميات بسبب قيود الاستقدام واشتراطاته الصعبة. ابتلعت إيني الطعم وتوسعت في استفساراتها عن طبيعة المشروع وطرائق توزيع أرباحه، ولم تستطع السمسارة مقاومة عرض مغر بإدارة دار حضانة للأطفال، فاتفقت على جلب سبع موظفات من بنات جنسيتها خلال وقت قصير. مضت المفاوضات بين الطرفين إلى نهايتها الحتمية عندما انقضت عناصر من دوريات الجوازات على السمسارة المتهمة، التي أرشدت عن بقية رفيقاتها، ومازالت التحريات مستمرة لمعرفة تفاصيل نشاط الشبكة وحدودها.