يلقي رئيس الوزراء الهندي الدكتور مانموهان سينج اليوم، في ختام زيارته للمملكة استغرقت ثلاثة أيام، خطابا تاريخيا هاما أمام مجلس الشورى، سيتناول فيه السياسة الخارجية لبلاده، ومواقفها إزاء القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، كما سيعرض سينج مدى ما وصلت إليه العلاقات المتينة التي تجمع البلدين الصديقين، بالإضافة إلى سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات بين البلدين، والفرص الاستثمارية المتوفرة في بلاده، والتي تتيح إيجاد مزيد من التعاون التجاري المشترك بين رجال الأعمال في المملكة والهند. كما سيتطرق سينج في خطابه إلى التحول الاقتصادي السريع الذي حدث في بلاده. ويعتبر سينج أول رئيس وزراء في تاريخ الهند يلقي خطابا في مجلس الشورى. وأوضح مدير مركز الثقافي العربي الهندي التابع لجامعة مليه في نيودلهي، البروفيسور ذكر الرحمن أن إلقاء رئيس الوزراء الهندي خطابا في مجلس الشورى، يعكس مستوى العلاقة الوطيدة بين الرياض ونيودلهي، وسيكون فرصة لمخاطبة الرأي العام السعودي عن التحولات السياسية والاقتصادية والثقافية في الهند. وأفاد في تصريحات ل «عكاظ» أن الأوساط الهندية تابعت بكل اهتمام زيارة سينج التاريخية للمملكة، والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين البلدين، مؤكدا أن هذه الاتفاقيات ستعطي دفعة قوية وستعمل على توسيع قاعدة العلاقة الاستراتيجية بين الهند والمملكة العربية السعودية، وقال: إن خادم الحرمين الشريفين حريص على إيجاد حلول عادلة لقضايا المنطقة والعالم وهو يحظى باحترام العالم. من جهته قال السياسي الهندي الدكتور اتش إن شرما في تصريحات لعكاظ: إن الهند والمملكة دولتان مسالمتان كبيرتان تحظيان باحترام في المنطقة والعالم، نتيجة سياساتهما الثابتة والمؤيدة لتحقيق الاستقرار والسلم في العالم، كما أن لهما مصلحة استراتيجية مهمة إزاء استقرار الأوضاع في جنوب آسيا والشرق الأوسط، وعليهما مسؤولية مباشرة للسعي في إحلال السلام في منطقتينا. وزاد: إن الرياض ونيودلهي ترغبان أن تعيش شعوب المنطقة بسلام وأمان، بعيدا عن الحروب والأزمات، مشيدا بالجهود الخاصة التي بذلها ومازال يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تعزيز حوار الحضارات وتكريس ثقافة الوسطية والاعتدال، وفهم ثقافة الآخر. وتابع قائلا: «إن البلدين ساهما مساهمة فعالة في تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب». مؤكدا أن الإسلام دين السماحة واليسر، بريء من الأعمال الإرهابية.