كشف قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان في تصريح صحافي أمس امتلاك بصمات وراثية وبصمات أصابع تعود لأفراد من المجموعة التي تتهمها الإمارة بقتل القيادي في حركة حماس محمود المبحوح الشهر الماضي في دبي. وردا على قول بعض الجهات لاسيما في إسرائيل عن ان الصور التي قدمتها شرطة دبي للقتلة المفترضين لا تشكل دليلا جنائيا حقيقيا، أكد خلفان بالقول «نمتلك (الحمض الريبي النووي) في مسرح الجريمة. كما أن البصمة الوراثية موجودة للقتلة». وأشار الى وجود «دليل قطعي لبصمة وراثية لأحد القتلة» إضافة إلى «بصمات أياد» تعود لعدة أشخاص. واعتبر خلفان أن هذه البصمات «تمكننا مئة بالمئة» من تحديد هويات قتلة المبحوح. هذا وأعادت جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح الذهنية الإسرائيلية إلى مهنة القتل التي احترفوها وما يزالون، إذ ذكر تقرير إسرائيلي أمس أن عدد الشباب الإسرائيليين ازداد بشكل ملحوظ على طلب العمل في الموساد في أعقاب نشر الكثير من التفاصيل في شأن عملية اغتيال المبحوح في دبي. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الموقع الإلكتروني للموساد، المتهم بتنفيذ الاغتيال، أصبح موقعا شعبيا لدى الشبان في إسرائيل، وخصوصا فئة «مطلوب للعمل» حيث يرسلون من خلالها طلبا للعمل مرفقا بسيرة ذاتية وبينهم جنود مسرحون من الخدمة في وحدات قتالية في الجيش الإسرائيلي. وبعد ستة أشهر لم ينشر خلالها الموساد على موقعه الإلكتروني إعلانات «مطلوب للعمل» جرى نشر إعلان كهذا في 12 فبراير (شباط) الحالي جاء فيه «لديك فرصة لإنشاء واقع تلعب فيه دورا مركزيا» في إشارة إلى الأنشطة السرية التي ينفذها الموساد. وقالت الصحيفة إن الانشغال الإعلامي الكبير في الموساد على خلفية اغتيال المبحوح «أقنع الكثيرين من الإسرائيليين بأن هذا هو الوقت لطرح ترشيحهم للعمل في جهاز المخابرات الإسرائيلي». وأضافت أن عملية اغتيال المبحوح تحول إلى الموضوع الغالب على نقاشات طلاب المدارس الثانوية في إسرائيل ونقلت عن معلم في مدرسة ثانوية بمدينة أسدود في جنوب إسرائيل قوله «إن تلامذتي يريدون التحدث بشأن الموضوع طوال الوقت ولا يتوقفون عن التحليق في صور العملاء والصور من الفندق (في دبي) وكل واحد يطرح اقتراحات لتحسين أداء العملاء». ويعد نشر هذا التقرير في يديعوت أحرونوت، وهي الصحيفة الأوسع انتشارا في إسرائيل، على أنه محاولة لتحسين صورة الموساد في أعقاب انتقادات وسائل الإعلام لأداء عملاء الموساد وكشف هوياتهم وخصوصا كشف قضية تزوير جوازات السفر الأوروبية التي تهدد بأزمات دبلوماسية بين إسرائيل ودول أوروبية. والمثير في الأمر، أنه في الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل على تبرير تزويرها لجوازات السفر الأوروبية، في محاولة لإنكار الجريمة كليا فإنها في الوقت ذاتها تباهي بفعلتها في الداخل. من جهة اخرى حسم ضابط سابق في الموساد الإسرائيلي قضية تزوير الموساد جوازات سفر استرالية لاستخدامها بشكل منتظم في عمليات استخباراتية، بقوله أنا على يقين من أن الموساد زور جوازات سفر استرالية. وقال فيكتور أوستروفسكي، الذي كان يخدم في الموساد في ثمانينيات القرن الماضي لإذاعة «أي بي سي» الاسترالية أمس إن ثمة شركة متخصصة في مقر الموساد تعمل على تزوير جوازات السفر. وأضاف أن استخدام جواز سفر استرالي كان غطاء سهلا لاستخدامه. وقال «لا يحتاج الأمر كثيراً لتقليد اللهجة الاسترالية أو النيوزيلندية أو الإنكليزية».