* من أبو ظبي إلى جدة رحلة لن أنسى الرقم 575 الذي عنونت به! * رحلة جمعت بين الخوف والضحك والبكاء وقسوة الانتظار! * رفيق رحلتي وزميل مهنتي عاصم عصام الدين عشت معه تفاصيل التفاصيل في هذه الرحلة، التي بدأت في الساعة السابعة مساء، وانتهت حكايتها في صباح اليوم التالي! * للانتظار أحيانا تفاصيل مملة، وأحيانا جميلة، ولكم أن تتخيلوا المشهد كيفما ترونه! * صعود للطائرة ثم نزول بعد صياح ونياح؛ لنكمل الرواية بين كرسي فارغ وآخر مشغول داخل صالة ممتلئة بالقادمين والمغادرين؟! * صوت عبر المطار يأتي ليؤكد أن ثمة عطلا وتأجيلا، ففضلنا البقاء لنقرأ الخوف والهلع ونستمع من الموظفين لتطمينات، وهل ثمة أجمل من الاطمئنان؟! * وسط هذه التداعيات وهذا الخوف نسيت الأهلي، ولم أتذكر ما حصل للاتحاد! * بعد أن تجازوت الصدمة عدت إلى الرسائل الواردة لأقرأ ما لذ وطاب من عبارات عن الأهلي وأخرى عن الاتحاد؟! * فقلت لعاصم: الأهلي خسر، والاتحاد خسر تعال شاركني هذا الهم، هم جمهور لا يعرف أين نحن من كل هذا! * ضحك وضحكت معه دون أن نعرف هل هناك ما يدعو للضحك! * بين هم ولده خلل طارئ، وخوف كنا عليه استسلمنا لسياسة الأمر الواقع، رحنا نبحث في وجوه المسافرين عن ما ينسينا تلك اللحظة المتعبة! * يعود الأهلي ومعه الاتحاد لاقتحام حالتنا المرتبكة، ولكن المجال ليس مجال كرة قدم! * أكتب عن المدرب الفاشل وعن اللاعبين وعن الإدارة، هكذا كانت أغلب الرسائل! * فقلت أسالك يا عاصم: هل هذا وقت هذه الرسائل؟ * لم يجبني، ولم أعد السؤال، فذهب دون أن أعرف إلى أين، وبقيت أصارع ملل الانتظار بالبحث في هذه الصالة عن ما نسيني الخوف من الرقم 575! * عاد عاصم ومعه حلاوة، قال إنها حلاوة السلامة، ليسألني بوجه شاحب: كيف خسر الاتحاد؟! * فقلت: مثلما خسر الأهلي! فقال: مكتوب على جدة الحزن! * لياتي الموعد الجديد لرحلة الانتظار والخوف والضحك، الاقلاع في السادسة والنصف صباحا أبو ظبي المدينةجدة. * لنبدأ الأسئلة المكررة بعد كل لحظة: كم بقي من الوقت؟! * فهل بعد هذا التعب والألم والخوف تريدون أن نحدثكم عن خسارة الأهلي وإخفاق الاتحاد! * وصلنا إلى جدة بوجوه متعبة وأجساد أنهكها الانتظار؛ لنعيد شريطا بأحداثه! * في طريق عودتي من المطار إلى منزلي وأمام أول إشارة مرور، إذا بصوت شامت يناظرني، ويقول: هاه أكلها الأهلي! * قلت: روح الله يسهلك، وفي النهاية رددت مع عبادي الجوهر: آه يا تعب المسافر! * أما الأهلي والاتحاد فنسيتهما، ولم أنس عاصم! * إنها رحلة الخوف والضحك والتعب والانتظار! فهل عشتم رحلة بهذه المتناقضات؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 251 مسافة ثم الرسالة