في حفل عام حضره جمع من المثقفين والإعلاميين على أرض خليجية.. كانت الوزيرة راعية الحفل تجول بين الأجنحة المشاركة في المعرض تقف عند بعضها وتمر أمام بعضها مرور الكرام.. إلى أن وصلت الجناح السعودي فبادر إليها المذيع الهمام.. يريد إجراء مقابلة تتحدث عنها الركبان وتبيض وجهه عند رؤسائه.. فكان أول سؤال (ما رأيك بالثقافة والأدب السعودي؟!) لا أعرف لماذا يصر بعض المذيعين لدينا على استعراض جهالتهم وفوقها استغفال الجمهور الكريم! ولا أدري إلى متى سيظل المحاور السعودي أو حتى المذيع السعودي (وهنا من الضروري استخدام لفظ سعودي) يحفظ الأسئلة حفظا صما ثم يلقيها على ضيفه كما يمضع اللقمة في فمه.. طريقة آلية بحتة لا بد أن تؤدي إلى البلع حتى لو حدثت «غصة»! ولنأخذ سؤال زميلنا المشار إليه سابقا.. نموذجا... لهذه السطور العجلي! لماذا تقدم إلى معالي الوزيرة الخليجية هذا السؤال البليد المتضمن إجابته منه وفيه!! فأولا لا أعتقد أن من الصواب اعتبار للثقافة جنسية! فليس هناك ما يسمى بالثقافة السعودية إلا إذا أردنا تجنيس كل ما هو لا يحتاج إلى جنسية! إلا إذا أردنا إلصاق صفة (سعودي) على ظهر كل شيء كاللزمة اللاصقة بالقوة!! فنقول الهواء السعودي! والريح السعودية، والبصل السعودي، واللغة السعودية، والمفتاح السعودي! وهكذا.. لا يصح ذلك.. لإن الثقافة «ثقافة» أساس معناها الشمولية وليس الاحتكار.. وهي شيء من كل شيء ولا تصلح أن تكون شيئا واحدا، أما الأدب السعودي فلا مانع أن يظهر مسمى الأدب السعودي إنما لا يصلح سؤال الآخرين عنه كلما التقيناهم في محفل أو اجتماع أو مؤتمر أو مناسبة مصورة! فما هو ملحوظ على الدوام تبرع المذيعين السعوديين بسؤال مكرر.. يلقونه على ضيوفهم البارزين! ما رأيك في التعليم في السعودية؟ ما رأيك بالأدب السعودي؟ ما رأيك بالمرأة السعودية؟ وهلم جرا.. واسمحوا لي إنها اسئلة ساذجة فيها الكثير من التحريض على إجابة نعرفها ونتوقعها إنما نسأل لكي يمدحنا الآخرون وهذا وحده دليل ضعف لا دليل قوة! ونوع من الاستجداء وليس نوعا من الإبداع! فما الذي يتوقعه المذيع الفلتة وهو واقف أمام الجناح السعودي يسأل وزيرة خليجية عن الأدب السعودي؟ بالطبع لن تقول عنه إلا كل خير حتى لو كان مريضا! بودي لو يصدر أمر على هؤلاء المذيعين أما تسأل بلا استجداء أو لا تسأل! وإليكم نوعية أخرى من المذيعين أولئك الذين لهم عادة في ترديد كلمة معينة مثل (جميل).. (جميل) حيث كان الضيف يذكر عدد العمليات الإرهابية في العراق والمذيع النجيب يقول (جميل.. جميل)!!.. حتى الإحساس مفقود عند بعض «المواهب» الإذاعية والتلفزيونية.. والسؤال الصحيح هل حقا هذه مواهب إنها مصائب!! للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة