أنهى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس تعاملاته على تراجع بمقدار 15.35 نقطة أو ما يعادل 0.24 في المائة ليقف عند مستوى 6471 نقطة بحجم سيولة يومية 2.583 مليار وتجاوزت كمية الأسهم المنفذة 113 مليون سهم توزعت على أكثر من 84 ألف صفقة، ارتفعت أسعار أسهم 35 شركة وتراجعت أسعار أسهم 89 شركة، وتراجعت جميع القطاعات باستثناء ثلاثة قطاعات، وهي المصارف والخدمات المالية والطاقة والمرافق الخدمية والتشييد والبناء، فيما تراجعت البقية. وجاء الإغلاق في المنطقة السلبية، حيث يترتب على السوق اليوم ألا تكسر خط 6441 نقطة على أبعد تقدير، فيما يعتبر تجاوز خط 6511 نقطة بداية الإيجابية حيث يقع حاليا بين قاع 6458 وقمة 6502 نقطة بالنسبة إلى المضارب اليومي واللحظي. وكان سهم سامبا الداعم الأكبر للسوق في الدقائق الأخيرة ويترتب عليه اليوم أن يكون أكثر تماسكا خصوصا في حال استمرار كل من سابك والراجحي في المنطقة المحايدة،وكذلك استمرار الشركات الثقيلة متصدرة قائمة الأكثر، من حيث الكميات المنفذة. من الواضح أن السوق تحاول التهدئة نتيجة استقبالها نتائج الشركات السنوية، وغالبا في مثل هذه الأوقات تخضع السوق للتحليل المالي أكثر من التحليل الفني، ما يعني أن المضاربة هي سيدة الموقف، وليس في مصلحة المضارب اليومي التنقل بين الأسهم أو مطاردة الأسهم المرتفعة.فمن الملاحظ أن الأسهم التي تشهد تحركا في الجلسة الحالية تعاود الهبوط في الجلسة التالية، فأغلب الأسهم تعاني من عدم وجود سيولة كافية وذلك يتضح من خلال عدم مسايرة كثير منها لمسيرة المؤشر العام في الصعود، وبالعكس في الهبوط تتأثر سريعا ومن أبرز احتياجات السوق صدور أخبار إيجابية لجذب السيولة المنتظرة. من الناحية الفنية، سلك المؤشر العام وعلى مدى ثماني جلسات متتالية مسارا صاعدا بدأ من عند مستوى 6165 نقطة في 9 فبراير الماضي ووضع أهدافا أولية بالوصول إلى مستويات 6566 نقطة، وقد أشرنا في تحليلات سابقة إلى إمكانية تحقيق تلك الأهداف مع بداية المسار، إلا أنه تعثر في المنطقة الممتدة ما بين 6474 إلى 6511 نقطة، فمنذ ثلاث جلسات وهو يحاول تجاوز هذه المنطقة عن طريق تسجيل قمم يومية متقاربة، وبطريقة قسرية وذلك من خلال السير في اتجاه أفقي في محاولة لجذب مزيد من السيولة الاستثمارية التي تعاني السوق من عدم توافرها منذ نحو ستة أشهر، كما تعاني من عدم توافر محفز لها بشكل عام في الوقت الحالي، إضافة إلى اقترابها من اختراق قمة سابقة هبط منها في تاريخ 25/10/2009م تقع على مشارف 6578 نقطة. وكان المؤشر أمس سجل قمة يومية جديدة عند مستوى 6496 نقطة ليصبح مجموع ما حققه من بداية المسار إلى نهاية تعاملات أمس نحو 334 نقطة. وعلى صعيد التعاملات اليومية، افتتحت السوق جلستها على هبوط إلى مستوى 6462 نقطة واتسم الأداء بالهدوء التام، حيث كانت هناك كثير من الأسهم محافظة على استقرار أسعارها إلى انتهاء الجزء الأول من الجلسة، فيما تأثرت سلبا في الجزء الثاني، واقتصرت المضاربة على أسهم معينة. وكان يحاول المؤشر العام الصعود بشكل متدرج يصل إلى حد الملل في أغلب فترات الجلسة، وفي حال الهبوط يكون تذبذبه أسرع من الصعود. تعتبر تعاملات اليوم استثنائية، حيث هناك صناديق البنوك تحاول إجراء مضاربة تهدف إلى تحسين صورتها أمام العملاء واستعداد للإغلاق الشهري الذي يتزامن مع إغلاق يوم الأحد المقبل، فيما تحاول السيوله الانتهازية الاحتفاظ أكثر من الشراء تحسبا لصدور أي إخبار سلبية أثناء الإجازة الأسبوعية، ونتوقع أن تشهد السوق تذبذبا أسرع من الجلسات الثلاث الماضية.