استطاع عبد الله حماد البلوي الذي يعمل مرشدا دينيا في سجون تبوك، أن يحقق مصلحة وطنية اجتماعية تكمن في تعديل سلوك الكثيرين ممن يقبعون خلف الأسوار، وذلك من خلال احتوائهم بالكلمة الطيبة وتوعيتهم بالأساليب النفسية المؤثرة لكي يصبحوا اعضاء فاعلين في المجتمع بعد خروجهم من السجن. ولد في خميس مشيط في عام 1396ه، وأكمل دراسة المرحلة الابتدائية في أبها، ثم انتقل مع أسرته إلى تبوك، حيث واصل تعليمه في المرحلة المتوسطة وأنهى دراسته الثانوية في عام 1417ه، التحق بعدها بكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود وتخرج فيها في عام 1421ه. بدأ مسيرته العملية على وظيف مرشد ديني في مستشفى القوات المسلحة في تبوك، وكانت طبيعة عمله تقوم على إلقاء المحاضرات التوعوية على العاملين وزيارة المرضى والتخفيف عنهم بالكلمة الطيبة والهدية والابتسامة، وفي عام 1429ه انتقل للعمل في إدارة سجون منطقة تبوك مرشدا دينيا ولا يزال. ومن خلال عمله في السجن، يوعي البلوي السجناء بالمخاطر التي يعرضون أنفسهم لها عند سيرهم في الطريق الخاطئ الذي ينتهي غالبا خلف القضبان، ويشجع النزلاء على القيام بدور فاعل لخدمة المجتمع في حال خروجهم من السجن ليكونوا أعضاء نافعين لأنفسهم ومجتمعهم. وحرصا منه على تطوير ذاته ومواصلة تعليمه، قرر دراسة الماجستير في جامعة مؤتة متخصصا في الإرشاد النفسي، وحملت رسالته عنوان (أثر البرامج الدينية في تعديل سلوك السجين) وذلك لكي تتلاءم مع طبيعة العمل الذي يؤديه، كما أنه مهتم بالجانب الكتابي وله العديد من المشاركات الأدبية في مواقع إلكترونية، وقريبا يصدر باكورة إنتاجه الأدبي وهو كتاب (تأملات في آيات من القرآن الكريم)، وهو كذلك خطيب في جامع الفاروق منذ ثمانية أعوام. ويمتلك البلوي موهبة رائعة وأسلوبا جميلا في الإلقاء؛ صقلها من خلال دورات تدريبية متخصصة، منها دورة (الإلقاء المؤثر) ودورة في الإلقاء في جامعة طيبة لمدة شهر كامل ودورة (كسب الآخرين) ودورة (التحفيز الفعال)، إضافة إلى دورات أخرى كدورة في تقوية الذاكرة ودورة في التخطيط وبعض الدورات المهارية التي يقدمها النادي الأدبي في تبوك، وكان له العديد من المشاركات الإلقائية في المناسبات الثقافية والدعوية التي تقام في المنطقة.