ذكرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية في عددها الصادر أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صادق شخصيا على عملية اغتيال المسؤول في حركة حماس محمود المبحوح في دبي، الشهر الماضي. وقالت الصحيفة إن التصديق على العملية جرى خلال زيارة نتنياهو لمقر قيادة جهاز الموساد في مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث التقى عددا من أفراد الفريق الذي نفذ الاغتيال، وقال لهم إن الشعب الإسرائيلي يعتمد عليهم متمنيا لهم النجاح في المهمة. وقال مراسل الصحيفة في إسرائيل في تقرير نشرته الصحيفة أمس إن سيارتي ليموزين فاخرتين سوداوين من طراز (أودي A6) دخلتا مطلع الشهر الماضي البوابة الرئيسة لمبنى مقر الموساد المعروف باسم (مدراشاة -أي مدرسة) والكائن على تلة صغيرة في ضواحي تل أبيب الشمالية. وخرج نتنياهو من إحدى السيارتين وكان في استقباله عند البوابة رئيس الموساد مئير داغان، ورافقه إلى غرفة الإيجازات. ونسبت الصحيفة لمصادر مطلعة قولها إن عددا من أفراد فريق الاغتيال كانوا داخل الغرفة. وقد اطلع رئيس الوزراء، بصفته الجهة التي تمنح الإقرار النهائي لمثل هذه العمليات، على الخطط الهادفة إلى اغتيال المبحوح، وأقرها. وأشارت المصادر إلى أن قيادة الموساد لم تعتبر عملية الاغتيال خطرة أو معقدة. وقالت الصحيفة إن نتنياهو تمنى النجاح لأفراد فريق الاغتيال قائلا : «الشعب الإسرائيلي يعتمد عليكم». وحسب تقرير الصحيفة البريطانية، الذي يروي تفاصيل مسهبة عن مراحل عملية الاغتيال، فإن أفراد فريق الاغتيال كانوا تدربوا على العملية في أحد الفنادق في تل أبيب من دون علم أصحاب الفندق. وقد وردت معلومات استخبارية إلى الموساد عن نية المبحوح زيارة دبي. وفي 19 يناير الماضي استقل المبحوح طائرة من طراز (إيرباص A330 ) تابعة لخطوط الإمارات في رحلة رقم (EK912 ) من دمشق إلى دبي. وبحسب تقديرات الموساد فإن وجهة المبحوح النهائية كانت ميناء بندر عباس الإيراني حيث كان مقررا أن يشرف على شحنة أسلحة إيرانية. وقد رصد عميل للموساد إقلاع الطائرة من دمشق وأرسل رسالة هاتفية، بواسطة هاتف خلوي نمساوي مدفوع سلفا، إلى فريق الاغتيال في دبي مفادها أن الهدف في طريقه إلى الإمارة. وبعد ساعات قليلة نفذت عملية اغتيال المبحوح. وذكرت الصحيفة أن العملاء الإسرائيليين وصلوا إلى دبي من باريس وفرانكفورت وروما وزوريخ حاملين جوازات سفر مزورة وبطاقات ائتمانية أصدرت بأسماء أصحاب الجوازات. وعندما هبطت طائرة المبحوح في مطار دبي، راقبت المبحوح امرأة ذات ملامح أوروبية في أوائل الثلاثينات من عمرها كانت تنتظر خارج مبنى المسافرين في المطار. وعندما رصدته يستقل سيارة أجرة في طريقه إلى فندق «البستان روتانا» في دبي، أرسلت رسالة نصية قصيرة بواسطة هاتف خلوي نمساوي إلى رئيس فريق الاغتيال. وعمد العملاء إلى متابعة المبحوح حتى غرفته في الفندق. وبحسب «صنداي تايمز»، فإن هناك احتمالين بالنسبة لما حدث بالضبط في غرفة المبحوح وخارجها: الأول هو ان يكون فريق الاغتيال اقتحم الغرفة قبل وصول المبحوح إليها وكان في انتظاره في الداخل. وأضافت أنه من المعروف أنه في الوقت الذي كان فيه المبحوح خارج الغرفة حاول شخص مجهول إعادة برمجة القفل الإلكتروني في باب الغرفة. أما الاحتمال الثاني الأكثر ترجيحا، بحسب الصحيفة، فهو انه بعد الإخفاق في اقتحام الغرفة، استدرج أحد أفراد فريق الاغتيال المبحوح لفتح باب غرفته، ربما المرأة «غيل» الإيرلندية التي كانت تعتمر باروكة (شعر مستعار) سوداء، حين طرقت الباب منتحلة صفة إحدى موظفات الفندق وعندما فتح المبحوح الباب انقض عليه باقي أفراد الفريق واغتالوه.