يسعى الإنسان السوي في العادة إلى الاستقرار من خلال الزواج وتكوين الأسرة، ولكن هناك الكثير من المشكلات والخلافات تحدث بين الزوجين فإما أن يستطيعا تجاوزها والتغلب عليها وإما تتحول المودة والترابط بينهما إلى تفكك وضياع، فيصبح كل طرف منهما ينتظر الخلاص من الآخر ويحدث الطلاق في نهاية المطاف وتتفكك الأسرة ويضيع الأبناء ولكن من المسؤول حينها؟ إن الأبناء وحدهم هم من يتحملون في النهاية مسؤولية خطأ أحد الأبوين أو كليهما ولكن يجب على كل رب أسرة أن يضع مصلحة أبنائه و ترابط أسرته فوق كل اعتبار. ولعل من المهم الوقوف ولو بعجالة على أسباب التفكك الأسري التي تتمثل في الطلاق الذي يعد عاملا رئيسيا في كثير من مآسي الأسر وشتات الأبناء وضياع مستقبلهم، لذلك من الواجب على الزوجين الحفاظ على رابط الزواج بينهما وأن تسود الألفة والمحبة حتى ينعكس ذلك إيجابيا على مصلحة الأبناء، كما أن الابتعاد عن القيم الدينية والاجتماعية يعد من الأسباب المنتشرة حيث يفقد الشخص راحته واستقراره النفسي وبالتالي قدرته على تحمل مسؤوليته في قيادة مملكته الصغيرة وبالتالي يتأثر بقية أفراد الأسرة وتنطلق شرارة الشتات والفرقة والتناحر بين أعضاء البيت الواحد. إن غياب الزوج عن المنزل لفترة طويلة سواء بحجة العمل أو السفر وترك مسؤولية التربية الأسرية على عاتق الزوجة وحدها لتقوم بدور الأب والأم في آن واحد قد يؤدي إلى التفكك في الأسرة خصوصا إذا كانت الزوجة ضعيفة وغير قادرة على تحمل المسؤولية وحدها. كما يعد لجوء أحد الزوجين أو كليهما لعرض مشاكلهما الخاصة خارج البيت من الأسباب الرئيسة في حدوث المشاكل الأسرية مستعصية الحل نظرا لدخول أطراف جديدة في النزاع ولا يملك الزوجين في النهاية القدرة على لملمة المشكلة واحتوائها. أثبتت الدراسات الحديثة أن الطلاق واضطراب العلاقة بين الزوجين يؤدي إلى العنف الأسري و نشوء العقد النفسية التي قد تتطور وتتفاقم إلى حالات مرضية أو سلوكيات عدائية وإجرامية لدى الأبناء. د. سعود الجهني