اعتبرت أكاديميات ومتخصصات في شؤون الأسرة والمجتمع، «غياب المسؤولية» و»الفتور في العلاقة الجنسية بين الزوجين»، أبرز أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في المملكة، التي قدرت بنحو 60 في المئة. وبحثت المشاركات في «الديوانية الثقافية» التي تنظمها شهرياً، «الندوة العالمية للشباب الإسلامي» في المنطقة الشرقية، إيجاد وسائل تقلص من ارتفاع حالات الطلاق في السنوات المقبلة، مؤكدات ضرورة «خضوع المقبلين على الزواج لدورات تأهيلية قبل دخول الحياة الزوجية، على غرار التجربة الماليزية». وتناولت المشاركات في «الديوانية» مشكلة الطلاق بآثارها السلبية كافة، مثل «تهديدها للبيوت الآمنة، والتفكك الأسري، وآثارها على الأبناء، ومشكلة الطلاق العاطفي، وفتور العلاقات الزوجية الذي يعتبر تمهيداً لبداية مشوار الطلاق بين الزوجين». وأكدت الأستاذة المساعدة في كلية التربية للبنات في حفر الباطن الدكتورة سناء زهران، ضرورة «توافر التوافق الشخصي، والاجتماعي والمهني بين الزوجين، ومعرفة مدى الارتباط التوافقي بينهما، أي وجود علاقة منسجمة بين الزوجين، وإشباع كل منهما لحاجات الآخر البيولوجية والاجتماعية، وأهمية وجود مشاعر بينهما». وأوضحت العوامل المؤدية إلى التوافق الزوجي، وهي «الاختيار الصحيح للزوج، والتكافؤ بين الطرفين، والحرص على تقديم الواجبات والحقوق، وإبراز التبادلية، وهي تقدير كل من الزوجين للدور الذي يقوم به الآخر، والمحافظة على الخصوصية والتغاضي عن الهفوات». كما تناولت الحاضرات، أسباب التفكك الأسري بأنماطه المختلفة، ومنها «الطلاق، والهجر، وتعليق القضايا في المحاكم من دون البت فيها». وسردن الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى الطلاق، والتي «تكون في بدايتها عدم الانسجام النفسي بين الزوجين، نتيجة لعدم درس كل منهما لشخصية الآخر بالشكل الصحيح، والاعتماد على أسس خاطئة في اختيار أحدهما إلى الآخر، وكذلك الجهل بالأمور الجنسية، وغيابها أحياناً، وضعف شخصية أحد الطرفين، وعدم مشاركته مع الآخر، وأيضاً عدم تحمل المسؤولية والجدية التي تعين على استمرار الحياة الزوجية». واعتبرت أكاديميات مشاركات، أن «عدم تحمل المسؤولية وبدء اعتماد الرجل على المرأة في العديد من الأمور الحياتية، أصبح يدق ناقوس الخطر في عدد من المنازل، خصوصاً أن فرص عمل المرأة أصبحت متاحة، وبات يتوافر لها دخل شهري». وسلطت المشاركات الضوء على «الطلاق من المنظور الإسلامي»، مؤكدات ضرورة «اتباع تعاليم الإسلام فيه، وعدم الخروج عن الشريعة والرضوخ لعادات المجتمع»، بحسب قول رئيسة قسم الدراسات في كلية التربية للبنات في حفر الباطن الدكتورة إشراقة محمد نور. فيما حث الاستشاري الأسري سامي السبيعي، الأزواج على ضرورة «التوخي والحذر من الطلاق»، منبهاً من مسألة فتور العلاقات الزوجية. وأكد ضرورة «خضوع المقبلين على الزواج لدورات تأهيلية قبل الزواج، للتقليل من نسب الطلاق المرتفعة في المجتمع». واستعرض اللقاء نماذج نسائية تعاني من تأثيرات الطلاق وتداعياته، وكيفية التحكم في مصير المرأة، خصوصاً إذا كان لديها أبناء، مطالبات ب»حل مشكلاتهن ووضع أنظمة تراعي طبيعة المرأة، وتمنحها حقوقها كافة، في رؤية أبنائها بعد الطلاق، وحضاناتهم في حال كانوا أطفالاً».