يدخل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية اليوم تعاملاته، وهو يقع في داخل قناة هابطة رئيسة تتخذ من خط 6177 نقطة قاعا سفليا و6272 نقطة القمة العلوية، وبينهما عدة نقاط دعم ومقاومة فرعية، يقع بداخل هذه القناة عدة مسارات ما بين صاعدة وهابطة، ومن ضمنها مسار صاعد بدأ يتكون، نحاول في هذا التحليل تتبعه في حال أن المؤشر العام سلكه، حيث تبدأ نقطة الارتكاز له اليوم من عند مستوى 6215 نقطة، والتي يعني تجاوزها كمضاربة يومية والبقاء فوقها في أغلب فترات الجلسة أن السوق أقرب إلى الصعود، ويؤكده اختراق خط 6235 نقطة والإغلاق أعلى من خط 6228 نقطة، وعدم كسر خط 6195 نقطة في أيام الأسبوع المتبقية يدعم هذا الاتجاه، تحرك سهم «سابك» الذي يقتفي أثر أسعار النفط، ويعتبر سعر 84.75 إلى 85.75 ريال أن السهم في اتجاه أفقي وكسر الدعم سلبي واختراق المقاومة إيجابي على السهم والسوق معا، وكذلك بالنسبة لسهم الراجحي الذي يحاول التماسك على مستوى 74 ريالا، ففي حال تماسكه أكثر ربما هو من يدخل السوق بالكامل في المسار الصاعد، فلديه فرصة للوصول إلى سعر 77 ريالا كمقاومة أولى ثم سعر 80 ريالا كمرحلة ثانية، أما الإغلاق اليوم فإنه أقل من خط 6218 وكسر خط 6205 نقاط أثناء التداول والوصول إلى خط 6195 نقطة والعودة منها يعني أن السوق تبحث عن مزيد من الزخم سواء من حيث كمية الأسهم المنفذة أو السيولة الاستثمارية، ومن المتوقع أن تشهد السوق اليوم تذبذبا ضيقا إلى حد الملل، حيث ما زالت المضاربة هي السمة البارزة لها، بعد أن اقتفت أثر الأسواق العالمية وأسعار النفط على مدى الأسبوع الماضي، ولكن يحسب للسوق المحلية أنها لم تساير تلك الأسواق في الحدة من حيث الأسعار، فكما هو ملاحظ لم تكون الأسعار تهبط بنسب عالية وسريعة، بل كانت تهبط بشكل متدرج، وهذا يلاحظ بشكل أدق في أسهم الشركات التي هبطت أقل من سعر الاكتتاب، وهذا يأتي إجراء أكثر خطورة بالنسبة للمضارب الذي لا يملك الجرأة في اتخاذ القرار، أما بالبيع أو زيادة الكمية، ففي الفترة الماضية كان من الأفضل تفعيل خاصية إيقاف الخسائر للأسهم التي كانت تهبط بتدرج، في حين من الأفضل في الأيام المقبلة ألا يتم شراء السهم أو بيعه إلا بعد دراسة مستفيضة من حيث المركز المالي للشركة، فكثير من الأسهم تخضع حاليا للتحليل المالي أكثر من التحليل الفني، إضافة إلى أن متابعة المضاربين للشاشة أصبحت يوميا شبه إجبارية، نظرا للتقلبات الحادة لكثير من الأسهم بهامش ربحي بسيط. من أبرز العوائق التي تقف بقوة في وجه تدفق السيولة الاستثمارية إلى السوق هي عدم استقرار المؤشرات الفنية، إضافة إلى أن السوق في الفترة الحالية تعاني من غياب المحفزات الشخصية، مما يجعلها تتبع آثار الأخبار السلبية كما حدث مع بداية الأسبوع الماضي، حيث كان أداء السوق منخفضا، متأثرة بالهبوط الحاد في الأسواق العالمية نتيجة الأخبار السلبية المتعلقة بمشاكل الديون في منطقة اليورو وبالأخص في اليونان وإسبانيا والبرتغال، إضافة إلى بيانات العمل الأمريكية التي أتت مخيبة لآمال المستثمرين، نتيجة لذلك أثرت هذه الأحداث سلبا على نظرة المستثمرين بخصوص إمكانية تعافي الاقتصاد العالمي على المدى القريب.