يشكل مشروع طريق الملك عبد العزيز من أهم المشاريع التنموية التي ترعاها الدولة بالتعاون مع القطاع الخاص في سبيل تطوير منطقة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة لتحقيق أهداف تنموية واقتصادية واجتماعية وخدمة زوار الحجاج والمعتمرين. ويقع مشروع طريق الملك عبد العزيز في الجزء الغربي من مدينة مكةالمكرمة ضمن نطاق يمتد بطول 3.650 متر يبدأ من مدخل مدينة مكةالمكرمة الغربي (تقاطع طريق جدة السريع من الطريق الدائري الثالث)، ويصل إلى مشروع جبل عمر ويمر عبر الأحياء والتي يغلب عليها الطابع العشوائي، وتبلغ المساحة الرئيسية لمنطقة المشروع 1.2 مليون متر مربع تقريبا. وفي وقت سابق، بدأت شركة أم القرى للتنمية والإعمار، التي أنشأت كشركة مساهمة عامة، لإنشاء وتطوير وتشغيل مشروع طريق الملك عبد العزيز بمكةالمكرمة، خلال الأربع سنوات الماضية بعمل كافة الإجراءات التنظيمية والدراسات الفنية والتخطيطية والهندسية ودراسات الجدوى الاقتصادية وإعداد المخطط العام بالاستعانة بكبرى مكاتب الاستشارات العالمية في هذه المجالات. انطلاقة المشروع وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة قد أطلق الأعمال التنفيذية للمشروع بتدشينه أعمال الهدم التي انطلقت في 25 محرم الماضي والتي ستشمل إجمالي عدد 3.747 عقار ضمن منطقة المشروع. واعتبر الأمير خالد الفيصل حينها، أن مشروع طريق الملك عبد العزيز يعتبر النواة لمشروع تطوير ومعالجة الأحياء العشوائية، والذي توليه هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة اهتماما خاصا لأسباب إنسانية وصحية واجتماعية واقتصادية وبيئية وأمنية «يساهم مشروع طريق الملك عبد العزيز في حل عدد كبير من هذه الأحياء العشوائية». موضحا أن الحركة والنقل في مكةالمكرمة تعتبر العنصر الأساسي في عملية التخطيط. ووصف المشروع بأنه يمثل «النظرة المستقبلية لتخطيط مكةالمكرمة، وتأتي أهميته كونه يشكل بوابة الحرم الغربية وأحد الطرق الإشعاعية التي تنقل الزائر من خارج مكة إلى الحرم». وأكد الأمير خالد الفيصل أن المملكة «تعيش نهضة كبيرة جدا وبناء مكةالمكرمة بشكل حضاري والارتقاء بها إلى مستوى العصر والتقنية الحديثة هو ما تسعى إليه بكل جهد حكومة خادم الحرمين الشريفين كما في بقية المناطق، واليوم نعمل على تحقيق شعار «نحو العالم الأول» بعد أن وضعت الحكومة خطة التنمية الخمسية وضمنتها رؤيتها الاستراتيجية لمنطقة مكةالمكرمة وسخرت لها كل ما تحتاج إليه من موارد وأموال، مشيرا إلى أن الاهتمام ببناء الإنسان وتنمية المكان هو الاستراتيجية التي نسعى إليها والتي تنطلق أساسا من الكعبة المشرفة التي هي الأساس لكل تنمية وتطوير». الهدف والرؤية في شكل عام، يهدف المشروع إلى دعم خطط الدولة الاستراتيجية في معالجة وتطوير الأحياء العشوائية ورفع مستوى البنية التحتية وتوفير بوابة غربية رئيسية لمدينة مكةالمكرمة ومحور حركة رئيس بتصميم يستوعب تقنيات النقل المستقبلية المتطورة لتسهيل الحركة لقاصدي المسجد الحرام، إضافة إلى إلى إيجاد فرص تطويرية واستثمارية وتجارية خارج نطاق منطقة الحرم تضم منظومة متكاملة ومزيج فريد من الاستخدامات المختلفة ما يساهم في تخفيف الضغط عن منطقة الحرم تمهيدا للأعمال التنفيذية للمشروع. عظم المسؤولية واعتبر الرئيس التنفيذي للشركة عبد الله صالح كامل تكليف «أم القرى» بتنفيذ المشروع «شرفا عظيما لتكون في قلب هذه المسيرة التنموية الطموحة، وهي تضطلع بتنفيذ وإنجاز مشروع طريق الملك عبدالعزيز، واضعة نصب أعينها عظم المسؤولية وأهمية التكليف الذي خصها به خادم الحرمين الشريفين وفي ظل توجيهات ورؤية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة». وأكد عبد الله صالح كامل أن مشروع طريق الملك عبد العزيز «يؤكد دور القطاع الخاص في المشاركة مع الدولة، بما يعكس اهتمام الدولة في رفع كفاءة الخدمات بمدينة هامة بمواصفات مكةالمكرمة»، موضحا أن المشروع يدعم تحقيق الأهداف الاستراتيجية والعمرانية والبيئية والاستثمارية في المنطقة، كما أنه يوفر مدخلا رئيسا لمدينة مكةالمكرمة من الناحية الغربية ومسارا حركيا للمشاه والمركبات من وإلى منطقة الحرم مع إنشاء تنمية عمرانية راقية على جانبي الطريق، إضافة إلى دوره في معالجة المناطق العشوائية في منطقة المشروع. ولفت الرئيس التنفيذي للشركة إلى أن خصوصية مدينة مكةالمكرمة كقبلة ومقصد لملايين المسلمين وتطلعات ولاة الأمر في خدمة ضيوف بيت الله «تحتم علينا بذل قصارى جهدنا في هذا المشروع من خلال توفير أفضل عناصر النجاح من الكفاءات البشرية». بيوت الخبرة وذكر مدير عام الشركة محمد عبد المحسن القناوي، أن الشركة ومنذ بدء نشاطها بدأت في إنجاز العديد من المراحل الهامة في برنامج تنفيذ المشروع، وتشمل الدراسات الفنية والتنفيذية بالتعاون مع أفضل بيوت الخبرة على المستوى المحلي والعالمي، وبما يضمن تنفيذه وفق الخطط والبرامج الموضوعة بمستوى يليق بقيمة المكان وتوفير أفضل الخدمات للمواطنين والزوار من الحجاج والمعتمرين. وتوقع قناوي انتهاء كافة أعمال الهدم وتنفيذ البنية التحتية والطرق في المشروع وتجهيز الأراضي في نهاية العام 1433ه، وتخطط الشركة إلى تطوير واستثمار ما نسبته 30 في المائة من إجمالي عدد قطع الأراضي، فيما سيتم تطوير النسبة المتبقية من خلال مطورين ومستثمرين آخرين، مشيرا إلى أن الشركة أعمال الهدم والإزالة وتهيئة الموقع وإنهاء كافة الإجراءات الخاصة بالعقارات، تضمن حقوق كافة الملاك ومشاركتهم الإيجابية والفاعلة في المشروع.