.. اكتب، هذا الفعل الذي يبدو وكأنه فعل أمر، ليس إلا دعوة بيضاء لاكتشاف الذات والكشف عن ما يختلج في شغاف الروح، فأنت مهما قلت وبحت فأنت على الضفاف ولم تبلغ العمق. فالكتابة، والكتابة وحدها هي التي تكشف وتكتشف كل شيء. أكتب هذه المقدمة الطويلة والمديدة؛ لأبرهن على أن ما حولنا من أحداث لا يمكن الغوص في أعماقه ومسبباته دون أن نشرحه كتابيا من خلال التنظير والتحليل، فأحداث سيول جدة، والمد التطرفي، وجنوح المراهقين، وخلل المجتمع في التعامل مع المرأة، وظاهرة التواطؤ على تزويج المراهقات أو بيعهن، كل هذه الأحداث أو الظواهر يجب أن نمعن النقد لها حتى نكشف مسبباتها، فهي وإن كانت أفعالا للبعض، فالواجب أن نحللها حتى تتحول إلى أفعال للجميع. إن الكتابة النقدية للمجتمع والتي نتلمس آثارها في كتابنا الآن، كانت جذورها موجودة منذ عقود، ولكنها كانت طفرات واستثناء، وأصبحت الآن ظاهرة حقيقية تواجه الظواهر السوداء، وتقتحم عزلتها وتفضح زيفها. الكتابة هي الملاذ الأخير للمجتمع كي يواجه معوقاته، والمجتمع هو حصن الكتابة الأخير. فاكتب، واكتب؛ كي تفضح ما حولك من زيف. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة