أكد عدد من العلماء على ضرورة سد الفجوة بينهم وبين الشباب من خلال مخاطبة اهتماماتهم وتلبية احتياجاتهم عبر خطاب دعوي وسطي، مستخدمين بذلك الوسائل التقنية الحديثة التي تلقى إقبالا كبيرا لدى فئة الشباب، مشيرين إلى أن هناك واجبات على الشباب نحو العلماء والدعاة، كما لهم متطلبات ومن ذلك التواضع عند طلب العلم وتثقيفهم أنفسهم والاهتمام بمعالي الأمور والتوسط في كافة الأمور الدنيوية والحياتية ومد يده للعلماء وعدم مجافتهم، حيث قال الداعية الإسلامي الدكتور عوض القرني: «لا يمكن الإقرار بوجود فجوة بين الدعاة والشباب، لأن هناك دعاة مقنعين لدى الشباب وقادرين على تلمس احتياجاتهم وأمانيهم، بنسب متفاوتة طبعا»، وبين القرني أن هناك دعاة يعيشون مع الدعوة كقضايا تراجيدية منزلة من الوحي، ويعيشون في الدعوة ضمن كتب التاريخ والتراث، مؤكدا على أن الدعاة ليسوا نمطا ونسقا واحدا، ومن الصعب التعميم عليهم. ولفت القرني إلى تفاوت تعامل الدعاة مع قضايا الشباب الدعاة، مبينا أن بعضهم يحسن التعامل مع الشباب من النواحي الذهنية واللفظية، ولكنه لا يحسن تحويل هذه الأمور إلى مشاريع عملية، والبعض يقتصر جهده الدعوي فقط على جانب المشاريع العملية. وقال القرني: «نحن بحاجة للفئتين، ولو وجد التكامل بين الجانب التنظيري والعملي، فهذا أمر إيجابي جدا لدى الداعية». واستدرك القرني: «من الترصيد والتسطيح، أن نعطي حكما عاما للقضايا التي تهم الشباب فكل أمر له حكمة». ويرى القرني في شباب اليوم من الأصالة والوعي والالتزام بأمور دينهم أفضل من الفترات التي مرت في السنوات السالفة، مشيرا إلى أن هذا أمر يبشر بالخير، وأوضح أنه يتواصل معهم من خلال الهاتف والانترنت والمحاضرات في الكليات والمعاهد والمساجد. ووجه القرني مجموعة نصائح للشباب أولها: توسيع ثقافتهم وتنمية وعيهم ورفع مستواهم العلمي والمعرفي، ثانيا: التفاؤل والنظرة الإيجابية للحياة والتواصل مع علمائهم ودعاتهم، ثالثا: الاستفادة من خبرات السابقين، سواء من العلماء أو الدعاة أو المربين. أما مدير مركز رؤية للدراسات الداعية الدكتور إبراهيم الدويش فقال: «الدعاة المخلصون لا يريدون لأنفسهم شيئا من الشباب، وإنما حبهم لهم وحرصهم عليهم يجبرهم على مد يد العون لهم بكل رفق وحكمة، لمحاولة هدايتهم إلى الطريق القويم، وتجنيب الشباب فتنة الشبهات وفتنة الشهوات»، وحمل الدويش الدعاة مسؤولية تحذير الشباب من الانزلاق في مهاوي الرذيلة والفساد والانحلال والسير بوسطية واعتدال على الصراط المستقيم، مطالبا أن يحقق الشباب الهدف الرئيسي الذي خلقوا من أجله وهو (رضى الله تعالى)، مشددا على أن الدعاة يريدون أن يعيش الشباب لهدف واضح وأن يشاركوا في البناء لا الهدم وخدمة المجتمع، وأن يتنافسوا على معالي الأمور لا سفاسفها. وقال: «هناك فجوة بين الدعاة والشباب اليوم والجميع يراها، ولكن ما نراه في الفترة الأخيرة من اقتراب الدعاة بالشباب عبر الوسائل التقنية الحديثة ووسائل الإعلام، ساهم في ردم جزء من الهوة»، وطالب الدويش الشباب بحسن الظن بالدعاة، وأن يتعاونوا معهم وتكون هناك علاقة شفافة بين جميع الأطراف لما في ذلك مصلحة للجميع دنيوية وأخروية.