توقع عدد من خبراء الطيران أن تشهد سوق النقل الجوية في المملكة ارتفاعا في الطلب عليه في العام 2010م مقارنة بالعام 2009، مع زيادة عدد المعتمرين الذين بدأوا يتوافدون قبل فتح باب العمرة، وأشاروا إلى أنه من المتوقع أن تشهد المنطقة توسعا في الطلب ونموا في حركة المسافرين القادمين إلى المملكة، وهو ما ينعكس على أسعار التذاكر. من جهته، أكد أحمد الإدريسي مدير إحدى شركات الطيران الخليجية أن انخفاض أسعار التذاكر في العام 2009 كان بناء على توقعات خاطئة لدى بعض الشركات بأن السوق السعودية ستعاني من ضعف في إقبال السياح بسبب الأزمة الاقتصادية وظهور مرض انفلونزا الخنازير، إلا أن الواقع خالف ذلك، حيث ارتفعت الأسعار العام الماضي 2009 الذي بلغ عد الركاب المسافرين خلاله أكثر مما كانوا في عام 2008. وتوقع الإدريسي أن يشهد العام الجاري انتعاشا في حركة السفر في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والمملكة بشكل خاص، نظرا للانتعاش الذي تشهده سوق السفر والسياحة وزيادة أعداد المسافرين سواء من المملكة إلى جهات أخرى أو من الخارج إلى المملكة. وأضاف أن شركات الطيران تبحث عن الربح وأغلبيتها تنظر للسوق بمنظار العرض والطلب، ومما لا يخفى على الجميع أن شركات الطيران لديها العديد من الوجهات بعضها تشهد حركة سفر أكثر من وجهات أخرى، فتلجأ شركات الطيران إلى تقديم عروض على الجهات التي تعاني من ضعف في الإقبال. وقال على سبيل المثال فإن الرحلات المتوجهة إلى أوروبا وبعض دول الشرق الأوسط، تعاني خلال شهري يناير وفبراير من ضعف في أعداد المسافرين، وهو ما يدفع شركات الطيران إلى تقديم عروض ترويجية على هذه الوجهات خلال هذه الفترة، عكس دول شرق وجنوب وشرق آسيا التي يزداد توجه المسافرين لها في نفس الفترة بسبب اعتدال الجو ووجود العديد من المواسم الدينية والسياحية في تلك الدول. وشدد الإدريسي على أن يقوم المسافر بالحجز المبكر وفق التواريخ التي يراها ليتجنب ارتفاع اسعار اللحظة الأخيرة. من جهته، بين فكدنيل توفيق مدير إحدى الشركات الآسيوية أن شركات الطيران بدأت ترفع أسعارها بنسبة تتراوح ما بين 15-20 حتى قبل شهر مارس الذي كان من المتوقع أن تبدأ الأسعار فيه بالصعود، وذلك نظرا لدخول موسم العمرة، حيث أدت زيادة الطلب على السفر إلى المملكة إلى لجوء شركات الطيران لرفع أسعارها، وقال إن انخفاض التذاكر الموسم الماضي كان بسبب تخوف العديد من المسافرين من انفلونزا الخنازير، ما سيجعل من كانوا يخططون للسفر في العام الماضي يسافرون هذا العام، الأمر الذي سيؤدي إلى رفع عدد المسافرين هذا العام وبالتالي زيادة الطلب. وتوقع أن تشهد العمرة ارتفاعا مقارنة بالعام الماضي، وقال إن عدد المعتمرين شهد هبوطا كبيرا في العام الماضي بسبب ظهور انفلونزا الخنازير، ووجود ترقب لدى البعض عما سيسفر عنه المرض، وأضاف أن الذين لم يؤدوا العمرة في العام الماضي سيؤدونها هذا العام، إضافة للذين كانوا يخططون لأدائها في 2010. وأضاف أن ارتفاع عدد المعتمرين يؤدي لتراجع عدد مقاعد المسافرين، وهو ما سيؤدي بالتالي إلى ارتفاع أسعار التذاكر من 15-20 في المائة خلال العام 2010 نظرا لزيادة الطلب على خطوط الطيران. في نفس السياق قال عبد الله الراجحي عضو لجنة السياحة في غرفة جدة، إن السفر هذا العام سيكون مغايرا تماما للعام الماضي، ولذلك أتوقع ارتفاع معدله وذلك لتقلص حدة الخوف من انفلونزا الخنازير في موسم العام الماضي. وأضاف أن اتجاه شركات الطيران إلى النظام التجاري بالحجز المبكر وضمان امتلاء الطائرات بالركاب سيؤدي نجاحه إلى تخفيض السعر قليلا عن ما كان سابقا، لافتا إلى أن العرض والطلب هما اللذان يحددان ارتفاع أسعار التذاكر أو انخفاضها. وتوقع أن يكون موسم العمرة ممتازا، وقال طبيعي أن من ألغى العمرة العام الماضي سيحضر هذا العام، لافتا إلى أنه يتوقع 20 في المائة زيادة في عدد المعتمرين هذا العام.