سؤال يناهز الممنوع: أيتعين على الفلسطينيين أن يظلوا ضائعين هكذا بين الحجر والقبر؟... بين فتح وحماس وبينهما إسرائيل؟. كيف يمكن لهؤلاء البشر، ألا يكونوا قلقين، يائسين، محبطين، ساخطين وثائرين. تتأفف جغرافيتهم من تضاريسها، بيد أنهم عاشوا هناك. لم يخرجوا من الحقبة الأولى، بعد أن صودر من التاريخ جلدته، تنكروا حتى يرتادوا المحافل الدولية الكبرى، ويتواربون في الأممالمتحدة، بغية أن يموتوا في حروب الفوسفور لا كبقية خلق الله. يسقط الفلسطينيون أولا، وحذار أن يسقط كل الآخرين كما تجندلت أشجار الزيتون والكرم والليمون، فمن يحارب حتى أقرب مستشفى يعمل بكامل طاقته، بعد انهيار المنازل، الأزمنة، موت الأطفال، وشاخت الأزهار. لا أحد يصيخ سمعا، ما دام هذا يخدم آيديولوجيا السلام التي تناقش دائما على طاولات غسيل الموتى. كلهم هناك ضحايا السيدة «طروادة» الجديدة. حرب مستمرة، كما لو أن هنري كيسنجر لم يقل، ذات يوم تقمصه شتراوس، إن الصراع في الشرق الأوسط بدأ مع الخليقة وينتهي مع الخليقة. غرغرينا سياسية، هكذا دونتها قواميس التوفيقية العالمية المزعومة، دون أن ننحي باعتذار لميكافيللي أو نيرون، وكأن أبناء فلسطين لا يستشعرون ما تعنيه الحرب. غرغرينا لم تزل منذ عقود. تتغير اتجاهات الريح، الهواجس الجيوبوليتيكة والديموغرافية، قواعد اللعبة. يتغير سدنة التواطؤ واستراتيجياتهم المرحلية، وتبقى جاحظة في وجه التاريخ حقيقة النعامة والرمل. الغد ثقيل،.. فإن حظي دعم الحركتين بمبتغى صادق، يظل الابتعاد تاريخيا عن مستويات الكوادر الشعبية الذي سيؤثر سلبا مسرى الحل، وأن الكثيرين في الصفوف يؤمنون بتمازج القاعدة والقمة، إذ أن مرحلية الصراع تقتضي التخندق الجماعي، بيد أن مسارا تقويميا آخر، يرى أن الاعتدال لا يعني بالضرورة خروجا عن المواقف الفلسطينية الثابتة من التسوية مع سلطات الاحتلال، وتلك نواة غرسها الراحل عرفات حول الدولة المستقلة ضمن حدود 1967 وعاصمتها القدس، وحل عادل لقضية اللاجئين على أساس القرار 194، فمن يرعوي؟ ألم نستخلص العبر بعد، مما حدث في غزة، حيث استخدم الإسرائيليون كل تلك الفنون المستمدة من تواريخ الحروب المفتوحة، فلم يبق حجر على حجر، أو ثمر على شجر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 242 مسافة ثم الرسالة