رأى مدير الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة الدكتور محمد العقلا «أن العالم ينظر إلى الإسلام منذ 11 سبتمبر، أنه دين إرهاب وعنف، وهذا ليس له أساس من الصحة؛ لأننا لا يجب أن نربط بين أية جريمة وبين ديانة مرتكبها»، مشيرا إلى أن «الغرب سبقنا في تلك العمليات الإرهابية، وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك مثل منظمة آيتا الانفصالية الأسبانية.. وعلى الرغم من ذلك لم يتهم أحد الدين المسيحي بالإرهاب». وتوجه العقلا للحاضرات والحاضرين محاضرته (أدب الحوارفي الإسلام) في معرض القاهرة للكتاب البارحة الأولى، بالقول: «قد يكون المساعد للغرب في الخلط بين الأعمال الإرهابية والإسلام، أن بعض من يفعلون ذلك يلصقون هذه الجرائم بالإسلام، والمحزن أن الأقليات هي من تدفع الثمن، فيجب أن يدرك الجميع أن كل تصرف محسوب، ويجب أن نستغل الفرصة للتعريف بالإسلام»، مشددا على ضرورة إقامة الحوار بالشكل المتزن العقلاني، لكي يستفيد بذلك العالم أجمع. وأشار في ندوته التي حضرها الملحق الثقافي السعودي في القاهرة المستشار محمد العقيل، إلى «أن الإسلام لا يسعى إلى الخلاف مع أي ديانة أخرى، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم تحاور مع اليهود والنصارى والمشركين، أما عن الخلاف بين المذاهب.. فصاحب الحجة الأكبر لا يهاب الحوار، ويجب أن يكون التحاور بالكلمة الحسنة». وأكد «نحن لا نرفض الحوار مع الآخر، ونمد أيدينا إلى الآخر باستمرار»، معتبرا أن «للإعلام دورا سلبيا أكثر منه إيجابيا؛ فغالبية الفضائيات فيها تربص، وقد يكون المقدم أو المعد يسعى لتحقيق هذا الهدف». وأبرز العقلا جهود المملكة في الحوار، مشيرا في هذا السياق إلى مبادرة الملك فيصل بن عبد العزيز للحوار مع بولس السادس، وندوة القدس التي شارك فيها وفد من الفاتيكان، والمؤتمر الإسلامي العالمي الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وأوضح أن «الدين الإسلامي يأمر بالحوار بلا تحامل على المخالف، ولا تخويف له، فالنفس لا تنزل عن عنادها وكبريائها إلا باللين والرفق»، لافتا إلى أن «أدب الحوار موضوع حيوي، وقضية الساعة، خصوصا بين أصحاب المعتقدات والثقافات»، مفيدا أن «الحوار في لغتنا العربية هو مراجعة الكلام، وإدراك الفاسد من القول». وشرح العقلا الفرق بين الخلاف والاختلاف؛ «فالخلاف يكون أعمق في النفس مما يصعب مهمة التقارب بين الآراء، أما الاختلاف فهو ما نستطيع من خلاله تقريب وجهات النظر المتباعدة».