تضمن مقال (النساء والسياسة) المنشور هنا يوم (30/1/2010)، الإشارة إلى كثرة النساء المشتغلات بالسياسة في زمن الحجاج، استنتاجا من كثرة عدد السجينات السياسيات اللاتي تذكر كتب التاريخ أنهن كن في سجنه عند وفاته، لكن القارئ محسن، هو أحد القراء المتابعين لأفياء والمنقبين باستمرار عن الثغرات فيها، له رأي آخر، هو يرى أن كثرة السجينات في سجن الحجاج قد لا يكون لها علاقة بعمل النساء في السياسة البتة، حيث يقول: «عندما تفضلت وقلت إن عدد السجينات في سجون الحجاج يفوق الثلاثين ألف امرأة، رغم أن هذا في نظري أمر مفرح، أن يكون في التاريخ الإسلامي من النساء من لديهن توجه سياسي، ولكن الذي أعتقده أنه في تلك الحقبة كان الحجاج ومن في زمرته من الجبابرة، يمارسون شتى أنواع الترهيب والتنكيل بالخصوم السياسيين، ومن ذلك سجن أسرهم من نساء وأطفال في محاولة لبث الرعب في قلوب الخصوم. قد يتحمل المعارض السياسي الضرب والتعذيب أو السجن وحتى القتل، ولكن جانب الأسرة وتعريضها للأذى هي دائما نقطة الضعف للإنسان بشكل عام، ولذلك يعزف الجبابرة والظلمة على هذا الجانب (..) لذلك أعتقد أن هذا العدد المهول في سجون الحجاج من النساء ليس شرطا أن يكون لهن دور سياسي مباشر بقدر ما هو جزء مما ذكرت، بمعنى هي تصفية حسابات وإرهاق للخصوم السياسيين». وما يقوله هذا القارئ، قد يحمل شيئا من الصحة، لكنه في حاجة إلى من يؤكده بتفحص التاريخ والنبش عن الحقائق، وإن كانت الكتب التاريخية التي أشارت إلى وجود أولئك السجينات، ذكرتهن على أنهن سجينات لنشاطهن السياسي وليس لأنهن (في معية) السجناء.. على أية حال، تعليق هذا القارئ يبدي لنا حقيقة غير معترف بها في الظاهر، وهي أن بعض الرجال يصعب عليهم تخيل وجود نساء في تاريخ المسلمين يعملن في السياسة، وذلك قياسا على ما يرونه أمامهم من نماذج سلبية تمثل غالبية النساء في هذا العصر، وهذا يعني أن ما حفل به تاريخ النساء المسلمات من سجل المشاركات السياسية، بقي منحى عن الطلاب والطالبات لا يعرفون عنه شيئا، أو يعرفون القليل أو الجانب المشوه منه، فبالرغم مما يزخر به التاريخ من نماذج نسائية شهيرة تشير إلى اشتغال المرأة المسلمة بالسياسة، إلا أنها لا تضمن الكتب المدرسية، ولا تدرس للطلاب والطالبات ضمن ما يدرس عن الشخصيات المهمة في التاريخ، فتتم التعمية على ذلك لتبقى الصورة السائدة للمرأة في أذهان الغالبية من الناس، صورة المرأة السلبية، النائية بنفسها عن مجريات الحياة وأوضاعها، لا يعنيها من الأمور سوى التافه والسطحي. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة