لكل خطوة في حياتنا غاية ووسيلة وإن كانت المتعة غاية لأحد «المسنين» فالزواج بطفلة صغيرة بئس الوسيلة، ومؤسسة الزواج صفقة «وشراكة» تنتهي باستمراره ونجاحه بحسب صمود ونوعية الشركاء (الزوج والزوجة) ومقوماتهم وحجم نضجهم .. إلخ. لكن زواج الصغيرات أول وأهم أهدافه الاستمتاع باغتصاب طفولة طفلة ومحاولة استشعار حجم القهر الذي بالإمكان تحقيقه لسحق الطرف الأضعف، ولا أرى شجاعة أو رجولة في التواطؤ على بقاء الحال على ما هو عليه، واستمرار ضخ كلمات من المسؤولين مثل (ندرس، نعالج) وغيرها .. إلى وسائل الإعلام. التردد في إقرار أنظمة صارمة تجرم الاتجار بالصبايا اليافعات المصنفات على أنهن قصر يسيء لسمعة السعودية ويبقي من ابتلاهم الله بالجهل والتخلف من أولياء الأمور على تخلفهم، ويشرع عدم الردع فتح الباب على مصراعيه لمزيد من الانتهاكات للأطفال والطفولة ولمشاعرنا التي تخدش كلما أريقت طفولة صبية أو طفلة على مذبح الجشع والطمع والنظرة الدونية للأنثى والتعاطي معها على أنها شيء يباع ويشترى «ويغتصب»، فإذا تعاملوا معها على أساس أنها صفقتهم الرابحة فبئس الاستثمار الخاسر المسيء لنا جميعا؛ لأن تحركنا لإيقاف جرائم الاغتصاب «المشرعنة» ليس على حجم الحدث. في مصر أخيرا أمر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بحبس والدين على ذمة التحقيق لتزويج ابنتهما القاصر التي تعرضت لضغط والدها وتعديه عليها وكي جسدها بالنار لتزويجها من مسن (سعودي)، وحبس المحامي عاقد الزواج ومعاقبة الخاطبة، ومنع الزوج من السفر، وأحيلت الطفلة إلى دار الرعاية. وحكمت محكمة الجنايات حكما غيابيا بالسجن 3 أعوام على مواطن خليجي (75عاما) لزواجه من قاصر تبلغ 15 عاما. رغم موافقة والديها سجنا وسجن المحامي واعتبر الزواج مخالفة بموجب قانون حماية الطفل في مصر والذي يجرم زواج القاصرات دون 18 عاما. وهذا ما يجب أن يحدث عندما تزوج القاصر في السعودية لأحد المسنين، أن تقوم الدنيا حتى يقتص للطرف الأضعف وليس السكوت والتواطؤ وتسويف التحرك. الأطفال هبة الله والبنت التي لا يدرك قيمتها الأب ليس له حق البقاء في حياتها لأنه تاجر بها وعرضها للخطر .. بالأمس فجعنا بخبر تنازل أم عن قضية عادلة تحاول من خلالها منع انتهاك فلذة كبدها، تنازلت نتيجة ضغوط اجتماعية وكلنا يعرف سطوة العشيرة، من العيب والعار ترك الأمومة تجرح والطفولة تغتصب ولا ينتهي اغتصابها بإقرار قوانين «وتطبيقها» إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل. هذه الطفلة يحاصرها الجلاد من كل زاوية ولو فكرت في الهرب في يوم ما وأصبح مصيرها «دار رعاية الفتيات» أو إحدى دور الحماية لا قدر الله فسيرفض هؤلاء الذين تاجروا بها استلامها، من الطبيعي أن تقول ما قالته في المحكمة وهي تحت رحمتهم .. ماذا نتوقع أن تقول وسط ما تكابده من «كرب» وبين كلمة «لا أدري .. والبر بالوالدين ارتكبت جريمة لا تغتفر..!». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة