لم يخف رئيس نادي مكةالمكرمة الأدبي الدكتور سهيل قاضي انزعاجه من الأنشطة التي يدعو إليها النادي، حيث يعتبر أن بعضها غير مرضية، لكن يعود ليستدرك في حواره ل «عكاظ»: «لكن الإمكانات المتاحة محدودة جدا»، مفيدا أنه وأعضاء النادي ينفقون من جيوبهم على النادي، «لكن لكل شيء في النهاية حدودا». ويسرد قاضي تفاصيل مقر نادي مكة الجديد، والعوائق التي واجهت تنفيذه. ويرد على بعض الأقاويل التي تتهم إدارة النادي «بأنها صهرت كل التوجهات في توجه واحد فقط، بعد أن أقصت تيارات أخرى، وأخفت محاضرات معينة تعودوا عليها كل عام منبريا». رئيس النادي الدكتور سهيل قاضي أجاب بصراحة عن تساؤلات الشارع الثقافي المكي.. فإلى تفاصيل الحوار: • ماذا فعلتم لاستقطاب فئة الشباب وشرائح أخرى للنادي؟ لدينا خطة قديمة نعكف على إعدادها، لكن في الآونة الأخيرة جرى التنبه لأمور أغفلت في مكةالمكرمة من الفنون المختلفة، ريثما تنشأ جمعية للثقافة والفنون في مكة. وهذا لن يأتي إلا بحماس أصحاب الشأن. وهناك اهتمامات خاصة بالمسرح رغم أنه يأتي ضمن قائمة الفنون، إلا أن النادي اهتم به لشمولية معنى الثقافة، وعقدت أنشطة كثيرة وعلى رأسها ندوة استمرت لأيام نظمها النادي، وكلفته الكثير عندما استقطب رواد المسرح وكرمهم. تحركات محدودة • هل يفهم من هذا، أنكم راضون عن أنشطة النادي؟ شخصيا اعتبرها غير مرضية إطلاقا، لن يرضيني هذا الأداء والمستوى من العمل، واعتبر التحركات محدودة مثلها مثل أي ناد في المملكة.. لكن الإمكانات المتاحة محدودة جدا، لهذا لا تستطيع أن تتوسع إلا بالقدر الذي تحصل عليه من أجل برامج المجتمع.. لكن لا نستطيع تلبية جميع احتياجات الناس والأشياء الموجودة في أذهان الكثير من رواد الأندية الأدبية. فالآمال والتوقعات كبيرة جدا والإمكانيات محدودة جدا جدا جدا. • هل تقصد الإمكانيات المادية؟ طبعا، وإلا فإن جميع العناصر الأخرى موجودة، وعلى استعداد، لذا كان علينا عدم التوسع، وما يقدم الآن هو الحد الأدنى من العمل في نظري، فأنا وغيري الكثير من الزملاء ننفق من جيوبنا الخاصة، لكن لا يمكننا الاستمرار في ذلك، وكل شيء في النهاية له حدود. لذا فإن الوضع بدون شك لا يرضيني، والمؤمل أن يكون القادم أفضل. المقر الجديد • أخذ المقر الجديد للنادي بعدا إعلاميا كبيرا قبل أعوام، أين المقر الآن؟ قصة المشروع تبدأ حينما أكملنا كافة الخطط والأمور المتعلقة به، وقدمناها إلى أمانة العاصمة المقدسة للحصول على التصريح، وأخذت هذه الإجراءات مدة عام، بدأناه بإعلان في الصحف المحلية كمسابقة، الذي يبدو أننا لم نوفق في هذه المسابقة، لأنه لا يعلن عن هذه المسابقات إلا المنشآت الضخمة التي لها مردود مالي كبير، وللأسف اللجنة الفنية المختصة اكتشفت أن العروض الثلاثة المقدمة كانت دون المأمول، واستبعدت كل العروض ونجم عن هذا تأخير كبير في بدء المشروع. وطلبت إدارة المشاريع في وزارة الثقافة أن يكون لها مشاركة في الإشراف، لكن للأسف، مندوبها لم يحضر في التاريخ المحدد للقاء، وأعد محضر في ذلك، وبعد أسبوعين اتصل ليقول إنه لم يشعر بالموعد إلا في هذا اليوم (أي بعد مرور أسبوعين)، فأخبرناه أنه لا توجد ضرورة للاجتماع به، لكن سنرحب به لو حضر للاطلاع. أيضا، عرضنا الموضوع على اللجنة العليا لتطوير مكةالمكرمة، وطلب أمير مكةالمكرمة المغفور له صاحب السمو الملكي عبد المجيد بن عبد العزيز من الهيئة دعم النادي، وكونت لجنة في الهيئة، وحددت لنا مكتبا هندسيا، وأكمل المكتب التصميم، وقدم من جديد لأمانة العاصمة. واستجدت مشكلة فنية لم تكن في الحسبان، حين رفض تصميم المبنى الذي أخطأنا في تصميم الأدوار العليا للمقر كاستثمار، لكن أمانة العاصمة تحفظت على ذلك، ورفعت تقريرا لوزارة الشؤون البلدية، ومكث عندها عدة أشهر حتى بلغ السيل الزبى.. وطلبنا التدخل من أمير مكةالمكرمة لحسم الموقف، فاجتمع مشكورا بإدارة النادي ومسؤولي الأمانة بحضور الهيئة العليا لتطوير مكة، وبورك المشروع واتفقنا على أن تصرح الأمانة للنادي للمرحلة الراهنة مع تأجيل موضوع الاستثمارات إلى وقت لاحق، وانتهى هذا الموضوع منذ رجب العام الماضي. ترسية المشروع • وماذا جرى بعد هذا التاريخ؟ الأخوة في مجلس الإدارة ذهبوا لقضاء إجازاتهم وأنا منهم واستؤنف البحث بعد العيد، وما زلنا في طور العمل على تحديد التكاليف والإجراءات، ومن بينها ترسية المشروع على شركة مقاولات، وهذا يحتاج لفترة لم يتبق لها غير شهر واحد لتكون جاهزة. • هل يعني هذا أنكم أكملتم تجهيز الأمور المادية؟ عملية تمويل المشروع ستكون عبر بيع المقر الحالي الواقع في حي العزيزية، الذي لم يعد صالحا للاستخدام، لكنه يتميز بموقع جيد للمستثمرين، خصوصا لقربه من مشاعر الحج، وهو من ملكية النادي، حيث تبرع به الشيخ محمد بن محفوظ قبل 35 عاما، إضافة لبيع أرض أخرى في ملكية النادي تقع على طريق جدة، وريع بيع الأرضين يمول مشروع النادي الجديد، وسنكون سعداء لو تبرعت بتكلفة بناء المقر أية جهة أخرى دون اللجوء للبيع. نحن المتهمون • أتحول لنقطة أخرى، البعض يتهم إدارة النادي بأنها تحولت إلى (إقصائية)، بمعنى أنها أبعدت كل من يخالف توجهاتها.. كيف تردون على ذلك؟ أعتقد أن خير من يرد على هذا هم من يقصدون النادي ويحضرون أنشطته.. فكيف نرد ونحن المتهمون!. • لكن كيف تراها أنت؟ هذه المسألة فيها حساسية كبيرة، ولا أريد الخوض فيها. ظروف تقنية • المسألة تتضح في توزيع الدعوات لإقامة الأنشطة، فهل تميزون فئة توافق توجهاتكم على حساب أخرى؟ لا، لا، وإذا حصل سوء تعامل في مرة من المرات فهي ظروف تقنية، وعلى الجميع أن يعرف أن أبواب النادي مفتوحة للجميع مهما كانت انتماءاتهم، ومرحبا به في كل الأوقات، ولا ينتظر دعوة أو بطاقة، فالأنشطة ليست محصورة على فئة أو مقتصرة على فكر. • لكن أوساطا ملتزمة تقول إن إدارتكم أقصت الأنشطة الدينية وعلى رأسها لقائهم السنوي مع مفتي عام المملكة في موسم الحج؟ لا أذكر أنهم قد تعودوا على اللقاء بالمفتي ومجيئه سيشرفنا، لكن أعتقد أن المفتي سيكون ممتنا لعدم دعوته للقاء في النادي، فمشاغله الكثيرة ووقته الضيق ستصعب عليه ذلك، إضافة إلى أنني لا أرى أن المكان جاهز لاستقبال المفتي الذي يحظى بكثير من المحبين والطلاب الذين لا يتسع المقر الحالي لهم، وفي جميع الأحوال لو طلبنا من المفتي الحضور لن يردنا. • إذا لا إقصاء لهذه الفئة من النادي؟ أبدا، وكل من يفكر هذا التفكير فعليه الرجوع لنفسه، ومعالجتها من هذا الشعور، إذ لا أساس له من الصحة. • كيف تفسر إذا انسحاب بعض الأعضاء من الإدارة الحالية، وهل لها علاقة بالأمور النفسية التي ذكرتها؟ يسأل عن هذا المنسحبون، وربما أن أعمالهم ومشاغلهم منعتهم من الحضور للنادي، والمشاركة في أنشطته. فإذا كنت لا أستطيع التواجد في جميع المناسبات، فمن باب أولى الآخرين، ولا يعني هذا بالضرورة أن هناك موقفا، فهناك كثير يحب الانتقائية من الأنشطة حسب ما يناسبه، ولا نلومه في هذا، وعلينا أن نحسن الظن.