يقطع معلم الاجتماعيات محمد سالم العقيد مسافة 100 كيلو متر ذهابا وإيابا من مقر سكنه في رفحاء إلى مدرسة مشل التمياط التي يعمل فيها منذ 28 سنة، وبذلك يكون قد قطع أكثر من نصف مليون كم -وفقا لعداد السيارة- دون كلل أو ملل. ولم يسجل العقيد أي غياب أو تأخير طوال هذه الفترة، وقبلها سنة في محافظة سدير، وسنتان في الرس. يقول إن الدافع لبقائه طوال هذه المدة في طلعة التمياط رغم بعد المسافة وارتباطه بأسرته في رفحاء، هو حبه لأهل الطلعة، وأنه يعتبر نفسه بين أهله وأن المسافة التي يقطعها كل يوم ما هي إلا متعة بالنسبة له، خلافا لعشقه الجم للمهنة. ويؤكد أنه لم يسبق له أن تأخر أو حصل على أية مساءلة من مديري المدارس الذين عاصرهم طيلة الفترة الماضية، مشيرا إلى أن مدير المدرسة ووكيلها وعددا كبيرا من معلميها وعددا آخر من مديري المدارس في طلعة التمياط، كانوا من بين طلابه. ويعبر عن اعتزازه كون مدير المدرسة التي يعمل بها حاليا كان من طلابه، فيما يصف مدير المدرسة فليح الشمري معلمه السابق وزميله الحالي بأنه نموذج يحتذى به «هو يتعامل مع الجميع بكل احترام وتقدير ويجبر الجميع على احترامه». والعقيد ليست له نية في ترك المدرسة حتى يتقاعد، «بحسب تأكيده»، ولكنه لم يحدد حتى اليوم موعدا لتقاعده وما زال يستمتع بمشوار ال100 كم ذهابا وإيابا.