وأنا على مقعدي في ذلك المقهى البيروتي فوجئت بطلته كما واحد من كبار صعاليك الفن قادما يواصل نهب «شارع الحمراء» الشهير في بيروت والمرتبط بإبداعات وتأريخ النجوم والهواة في دنياهم طوال القرن الماضي. فأعجبني شكله وحتى جوهره ودواخله التي كانت تكاد ترى من خلال تقاسيم وتعابير وجهه. إنه واحد من أبرز كبار فنانينا التشكيليين السعوديين الذين ارتبطوا بالعالمية مبكرا من خلال زمالته لكثير من كبار نجوم العالم في مختلف المدارس الفنية . . . لم يكن ضياء عزيز ضياء لحظتها إلا واحدا من صعاليك الفن العالميين في اسبانيا وإيطاليا وهولندا مثل بيكاسو وسلفادور دالي وفان جوخ. استوقفته وبعد أن دارت بيننا التحايا والعناق الأخوي النمطي في حياتنا نحن العرب . . سألته عن حال المشهد الذي أراه فيه وهل هو مفصل ليعيش جو كبار أهل الفن «للعلم كلمة فن ( a r t ) لا يطلقها الغربيون إلا على التشكيليين والفوتوغرافيين بينما نحن العرب نترك الحبل على الغارب في الألقاب» أم لاستجلاب فكرة تشكيلية ما . . فقال أكاد استوطن بيروت لما يتلاقى في فكري مع جمالها وتاريخها فأصبحت أيضا أرى نفسي فيها للفن ولمآرب أخرى، فأنا لازلت أواصل علاج شريكة حياتي هنا ومنذ فترة طويلة أما الفن فأنا منه وإليه أنا كنت في زمان أو مكان ثم إن بيروت وغاليريهاتها العديدة جدا تشعرني وكأني في الحديقة الخلفية لفنون العالم. أحببت أن أسجل هنا لقاءنا العابر لفنان مشحون بالمواهب الفنية منذ طفولته عندما اختاره طارق عبدالحكيم ليؤدي الأنشودة الشهيرة «أنا بدي أصير طيار» وأغنية أخرى من ألحان طارق نفسه كما ان ارتباط اسمه بأعمال فنية كبيرة في المملكة جعلت من اسمه نجما لدى عوالم محبي الفنون من خلال كثير من أعماله الفنية التي شارك بها في متحف جدة المفتوح في الكورنيش. إلى جانب أعمال لفنانين عالميين جلب أعمالهم إلينا أمين مدينة جدة الأسبق محمد سعيد فارسي «شافاه الله» مثل هنري مور ومثل أعمال زملائه الراحل عبدالحليم رضوي وعبدالله حماس وهشام بنجابي وربيع الأخرس وغيرهم. كما أنه أصبح واحدا من رموزنا في عالم الفن بعد تصميمه وتنفيذه لمجسم وشعار نادي أهلي جدة وقلعة كؤوس الوطن في دنيا كرة القدم والذي يزين ناصية النادي في شارع التحلية، كذلك تصميمه العبقري لبوابة مدخل مكةالمكرمة هذه التحفة الجميلة المشمولة بمسجدين في الجانبين والتي لو قام بها أحد فناني العالم الأجانب لزادت شهرته في أرجاء العالم وكنا نحن في إعلامنا المحلي أول من أشاد ولكن «زامر الحي دوما لا يطرب» ويكفي شرفا هذه الأسرة الإعلامية والثقافية من بيوتات جدة والتي منها عميدها الراحل عزيز ضياء وماما اسمة - أسماء زعزوع – وشقيقته دلال عزيز ضياء مديرة إذاعة البرنامج الثاني التي تضيف في كل يوم إنجازا جديدا في سجل المرأة السعودية، يكفي هذه الأسرة شرفا أن يزورها في منزلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تقديرا واعتزازا بكل من يقدم شيئا للوطن وعلى وجه الخصوص في دنيا الثقافة والإبداع. فاصلة ثلاثية : سأل ثقيل ظل بشار بن برد : ما أعمى الله رجلا إلا عوضه فبماذا عوضت؟ فقال بشار: بأن لا أرى غيرك. تزوج أعمى امرأة فقالت له: لو رأيت بياضي وحسني وجمالي لعجبت؟ فقال: لو كنت كما تقولين لما تركك المبصرون لي. قالت نجمة إنجليزية للأديب الفرنسي هنري جانسون: إنه لأمر مزعج فأنا لا أتمكن من إبقاء أظافري نظيفة في باريس. فقال: لأنك تحكين جلدك كثيرا ؟!