ما الذي يحدث في جدة، وإلى أين تمضي عروس البحر؟ بعد غرقها بالأمطار، هاهي خمسة مستشفيات تغرق أبناءها في الخوف والرعب، فالتقرير الصادر من لجنة وزارية «عالية المستوى» الذي دحض تقارير صادرة عن خمسة مستشفيات حكومية في جدة تفيد جميعها بإصابة شاب مقبل على الزواج بمرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز». هذا التقرير وحسب معلوماتي صدر منذ عام، ولكن هل حدث شيء طوال هذا الوقت، وكشفت الأسباب التي أدت لهذه الكارثة المدمرة لثقة أهل جدة بالمستشفيات الحكومية، والذي يعني بالتأكيد ذهابهم للمستشفيات الخاصة، وبدل أن يعالجوا مجانا، عليهم أن يعيدوا جدولة دخلهم الشهري ليضيفوا بند العلاج حتى لا يقعوا فريسة أوهام تقدمها المستشفيات العامة؟ يقول التقرير: «إن التحاليل كانت عبارة عن تحاليل مسحية ومبدئية وتستخدم فيها كواشف مخبرية، وثبت أنها تعطي نتائج زائفة تصل إلى 10 في المائة». ولكن التقرير لم يتحدث عن «سوء التخزين»، وأنه يلعب دورا في جعل «الكواشف» تفسد، ولا هو ذكر القوة العاملة في المختبرات، وهل حدث فيها زيادة بالعدد، لأن النمو السكاني أصبح مضاعفا، وأصبح المختبر الواحد بدل أن يحلل ألف عينة في اليوم زاد إلى ما يقارب عشرة آلاف، وهنا قد تصبح نسبة الخطأ أعلى لضغط العمل. وماذا عن الأجهزة التي أصبح عليها ضغط، وكيف هي الصيانة للأجهزة؟ وماذا عن مرتبات العاملين في المختبرات؟ ولماذا البعض يستلم في المستشفيات بدل خطر، فيما الآخر ليس لديه هذا البدل مع أنه يقوم بنفس المهام؟ وماذا عن اختبار «WB» هذا التحليل التأكيدي الخارج من مستشفى الملك فهد بجدة، هل فحص نفس العينة التي يمكن أن تكون فاسدة بسبب فساد التخزين؟ وهل حين تلقي الوزارة التهمة على خمسة مستشفيات في جدة، يعني أن العاملين في الوزارة أبرياء ولا مسؤولية عليهم، وهم المسؤولون عن مراقبة عمل المستشفيات؟ ولمصلحة من يتم تدمير سمعة المستشفيات الحكومية، ومن هم أصحاب المستشفيات الخاصة، وما مدى علاقة القطاع الخاص بالقطاع العام؟ وماذا عن العاملين في القطاع الصحي في جدة، لماذا يفعلون بأهلها وأهلهم كل هذا؟ وأخيرا هل المركزية تلعب دورا كبيرا في خروج مثل هذه الكوارث، لأن العاملين في المدن البعيدة والهجر والقرى يشعرون بغبن لأن العاملين في المركز تتحقق مصالحهم أكثر، مما يدفعهم وبسبب الغبن ألا يقوموا بمهامهم لأن مرتباتهم بلا بدلات كموظفي المركز، مما يجعل الكوارث تظهر أكثر في المدن البعيدة والقرى بسبب غياب العدالة في سلم الرواتب؟ هذه أسئلة من مراقب هامشي لا يسمح له بالدخول لأروقة الوزارات ليبحث عن إجابة لها، فالوزارات التي تعمل لمصلحة المواطنين لا تسمح لهم بالاطلاع على آلية العمل، ولا هي تكشف لهم عن الأوراق التي تهدد أمن الوزارات، لهذا أتركها هنا، عل أحداً يجيب عليها، لأن عدم الإجابة عليها، يعني أننا تركنا جدة وباقي المدن تنتحر. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة