متزوجة من شخص يبلغ من العمر (37 عاما)، ومشكلتي بدأت معه بعد عام من زواجنا، حيث تغيرت تصرفاته وأفكاره، وبدأت تظهر لديه أوهام وأفكار غريبة لا يمكن لإنسان عاقل أن يتفوه بها، فالشك والوسواس أصبحا ملازمين له، وأنني خلف كل ما قد يحدث له في العمل وفي الشارع وحتى مع أصدقائه، وبلغ شكه ووسواسه وسوء ظنه بي في أمانتي له، وأنني أحرض الآخرين ضده، وأصبح واهما أن الجميع ضده من أجل إيصاله للجنون ومنهم أمه وأبي. ولأن الأمر ازداد سوءا، وأصبحت غير قادرة على التعامل معه، وغير عالمة بحالة زوجي، وغير مدركة لأسباب تصرفاته، لجأت إليكم.. بعدما أن استنفذت كل جهودي معه في إفهامه. إن كل وساوسه هي مجرد أوهام وتخيلات، لكنه غضب مني غضبا شديدا، واتهمني بأنني أشك في عقله واتهمه بالجنون. أم شوق كل الأعراض التي ذكرت في رسالتك تشير إلى أن زوجك يعاني من اضطراب ذهاني يتميز بالشك في المحيطين به، وأنهم يتآمرون ويتجسسون عليه، ويريدون له الشر، ومثل هذا الاضطراب يتفاقم ما لم يعالج، والنصح بالابتعاد عن مثل هذه الأوهام لا يحل المشكلة، لاسيما حين تصدر هذه النصائح منك أنت، لأنك قريبة منه وتعاملك معه يوميا، وطالما أنه بدأ يشك في أنك ربما كنت مع الفريق الذي يخطط لإيذائه فسيكون كلامك موضع رفضه وعدم قبوله، والحل يكمن في ذهابه للطبيب النفسي، ولابد من إقناعه بذلك مهما كلفك الأمر، وكلما كانت حواراتك معه بهذا الشأن حنونة وصبورة كلما كانت مرشحة للقبول من طرفه، وإذا لم تصل للمطلوب فأطلبي المعونة من شخص يحبه من أهله، وأحرصي أن يكون هذا الشخص من المقربين جدا له، وأحرصي أن تبقي الموضوع بعيدا عن مسامع أهلك في بداية الأمر، وإذا وافق على الذهاب للطبيب فأحرصي أن تعطيه الدواء بنفسك ولا تعتمدين عليه، لأن الكثيرين من أمثاله يزعمون أنهم اخذوا الدواء ولا تتحسن أحوالهم، وعليك أن تتأكدي أن الزمن بدون علاج لا يحمل تقدما للشخص في مثل حالة زوجك، كما أن الغضب من الظروف التي تعيشينها لن يساهم في حل المشكلة، وعليك أن تساعديه على الشفاء، لكن كلما أسرعت في الذهاب به إلى الطبيب كلما كانت النتائج أفضل.