أفكار سخيفة وغريبة * أنا شاب في الثانية والثلاثين من العمر، مشكلتي أني أعاني من أفكار سخيفة وغريبة تتملكني معظم الوقت. فأنا أفكّر في هذه الأفكار معظم الوقت، حتى أنها بدأت تؤثر على حياتي العملية؛ فدائماً أفكّر في هذه لأفكار تُشغلني عن التركيز في عملي. حاولتُ جاهداً أن أتخلّص من هذه الأفكار، لكني لم أستطع، بل إنها في ازدياد، وبدأت تعتريني بعض الوساوس التي ترتبط بأفعال قهرية، مثل أفُكر بأني إذا لم أفعل الشيء بطريقة مُعينة فإن مُصيبة أو كارثة سوف تقع عليّ. مشكلتي أنني أعرف بأن هذا مرض يُسمى الوسواس القهري، لكني لم أكن أعلم أنه بهذه القسوة والشدة وعدم قدرة المرء على السيطرة عليه. الآن أنا في مشكلة حقيقية، وأخشى الذهاب لطبيب نفسي لأني أشعر بأن الذهاب للطبيب النفسي معناه أنني شخص ضعيف، وكذلك أخشى نظرة المجتمع لي في ما لو عرفوا أنني أراجع طبيباً نفسياً، وكذلك مستقبلي العملي، إذا عرفوا بأنني أتعالج عند طبيب نفسي. أنا أعلم بأنك سوف تنصحني بالذهاب لطبيب نفسي، ولكن لي سؤال، هل يمكن للشخص أن يُعالج نفسه بدون الذهاب لطبيب نفسي؟ وهل بإمكانك مُساعدتي ونُصحي بشراء دواء مُعيّن يُساعدني على التخّلص من هذه الوساوس القهرية؟ مع خالص شكري وتقديري. الأخ الفاضل، مشكلة الوسواس القهري أنه اضطراب صعب، ويحتاج فعلاً لأن تذهب لطبيب نفسي لأخذ دواء يُساعدك على هذه الأعراض، وكذلك وهو الأهم أن تتعالج بالعلاج النفسي الخاص بهذا الاضطراب، والذي يُعرف العلاج السلوكي - المعرفي، وهو مهم جداً في حالة علاج اضطراب الوسواس القهري. وتزاوج العلاجين الدوائي والنفسي هو الأفضل، لذلك أنصحُك بشكلٍ جاد بمراجعة عيادة نفسية. موضوع أن يُعالج الشخص نفسه من الوسواس القهري أمرٌ في غاية الصعوبة إلا إذا كان يتبّع برنامجاً مخصصاً للعلاج الذاتي عن طريق الحاسب الآلي أو الهاتف ولكن تحت إشراف شخص مُتخصص. بالتأكيد لا أستطيع أن أشير عليك بأي دواء تأخذه لعلاج الوسواس القهري دون أن أقابلك، فصرف الأدوية النفسية دون الكشف على المريض خطأ كبير، لأن الطبيب بدون الكشف على المريض لا يستطيع أن يعرف أموراً وأشياء كثيرة قد تكون غير مناسبة للمريض لأخذ العلاج. موضوع وصمة العار التي "للآسف الشديد" تُعيق كثيراً من المرضى النفسين أو حتى عائلاتهم من مراجعة العيادات أو الأطباء النفسيين أمرٌ في غاية الخطورة، لأن التبكير في مراجعة العيادات النفسية والأطباء النفسيين قد يكون ضرورة لمنع تدهور حالة المريض، وربما كان في مراجعة المريض في بداية المرض للطبيب النفسي أمرٌ فيه فائدة كبيرة، ويُساعد المريض على التغلّب على أن يتحوّل المريض إلى حالة مُزمنة يُصعب معها العلاج. لذلك لا أرى أي خوف أو الشعور بالخزي أو الخجل عند زيارة الطبيب النفسي أو العيادة النفسية. يجب أن نهتم بصحتنا النفسية وصحة أفراد عائلتنا النفسية، بغض النظر عن ما سوف يقوله الآخرون، لأن الآخرين سوف يتكلمون على أي حالٍ، فالأفضل أن يتكلموا والإنسان يتلقى العلاج خيراً من أن يتكلموا والإنسان في حالةٍ نفسية سيئة. تأكد بأنك سوف تستفيد من مراجعة العيادة النفسية ولا تأبه بما سوف يقوله الآخرون وكذلك لا أعتقد بأن عملك سوف يكون أفضل إذا تركت نفسك دون علاج وأثّر هذا المرض عليك وعلى أدائك في العمل، أو أن تتعالج وتتحسن قدراتك العملية وتستطيع التركيز أكثر في عملك.