في كل يوم تثبت المرأة أنها عقل ومبدعة في مختلف المجالات وتنافس الرجل في التفوق والإبداع ولم يكن الحجاب عائقا دون وصولها إلى منصات التتويج في جميع المراكز العلمية والبحثية، ولهذا كانت الدكتورة حياة بنت سليمان سندي الباحثة والعالمة في معهد التقنية الحيوية في جامعة هارفارد في الولاياتالمتحدةالأمريكية في الموعد الأجمل وهي تأتي إلى (ندوة تعليم الفتاة العالي.. الأبعاد والتطلعات) في جامعة طيبة الناشئة في المدينةالمنورة، معتبرة مشاركتها بمثابة دعم لفتاة الوطن. ومؤكدة على أهمية تعليم المرأة وأحقيتها في التفوق والإبداع، وإن ما يحرم المرأة في مجتمعنا من مواصلة نجاحها هي العوائق الاجتماعية والتقاليد التي حدت ومازالت تحد من هذا النجاح. نداء الوطن • كيف تصفين حضورك الندوة، رغم مشاغلك وارتباطك بالأبحاث خارج المملكة؟ هذا واجبي، وهدفي الرجوع إلى بلادي لنقل الخبرات لفتيات بلدي، وحضوري بمثابة تلبية لنداء وطني لأتحدث في حفل الافتتاح. دعم لفتيات بلدي • كيف رأيت برنامج ندوة تعليم الفتاة؟ هو أول مؤتمر يعقد منذ فترة طويلة من حيث اختصاصه في تعليم الفتاة العالي، وهناك أسئلة كثيرة وتوصيات وقد التقينا لنتفهم الأمور ونصلح من الوضع، ولن تكون كل الأمور بنسبة 100 في المائة ولكن التي تم اختيارها والشخصيات التي تمت استضافتها تبشر بالخير، حيث إن جميع المحاور تدور حول تطوير تعليم الفتاة العالي وهذا بحده فكرة رائعة، ونريد من الناس ترك النقد جانبا وأن نحيل ما وجدناه إلى نقاش بناء. لم أضف شيئا • كيف من الممكن لأي فتاة أن تصبح مثلك؟ الفتيات الذين تحدثت إليهن سيصبحن أفضل مني، لأن لكل فتاة مميزات ولمست هذا الشيء عندما زرت طالبات كليات الطب والعلوم في جامعة طيبة أثناء الندوة، ووجدت لديهن حبا للعلم والاستطلاع والتفوق وسيصبحن أفضل مني بلا شك. حظوظ المرأة • كيف ترين حظوظ الفتاة على مختلف الأصعدة في المملكة؟ هناك تغيير كبير، حيث التقيت عضوات هيئة تدريس من الطلائع الأولى اللائي حصلن على الدكتوراه من الخارج، حيث لم تكن لدينا جامعات للنساء، وأنظر لهن الآن يخرجن أجيالا، وعلى كل حال حظوظ المرأة في تقدم وتحسن لأنها لم تعط الثقة إلا مؤخرا، حيث أصبح ينظر للإنسان بما يقدمه سواء أكان امرأة أم رجلا وأي إنسان لديه الثقة في نفسه سيبلغ هدفه. قائمة ال 15 عالما • دخلت ضمن قائمة ال15 عالما في عام 2009م الذين لديهم القدرة على إحداث التغيير في العالم، كيف تم اختيارك؟ أولا هذه منظمة أمريكية تسمى (Pop Tech) وهي منظمة غير ربحية تختار كل عام ما بين 15 و20 شخصية عالمية لها تأثيرها في خدمة المجتمع، وقد كانوا متابعين لمشواري لمدة عشرة أعوام، وذات يوم فاجأتني المنظمة باتصال وأخبروني بفوزي واختياري ضمن هذه الشخصيات بناء على أعمالي الخيرية التي فيها مساعدة للإنسانية والبشرية في شتى أنحاء العالم، خاصة أن المنظمة تدعم الأبحاث الخيرية وأنا كعالمة أوجه بعض أبحاثي للأعمال الخيرية وأدعمها، وحينها أحسست بالمسؤولية كوني ضمن هذه القائمة وذهبت إليهم واستضافوني لأسبوع كامل كي يتعرفوا على أفكاري واتجاهاتي لمساعدتي على تطبيق هذه الأفكار في المجتمع، ثم ذهبت بعد ذلك لمؤتمر هذه المنظمة وكنت الوحيدة من بين المكرمين الذين صفق لهم الحضور في القاعة عندما تم استعراض العلماء، لأني أوضحت لهم أن المرأة السعودية لا يمثل لها الحجاب مشكلة أو عائقا، بل تستطيع التفوق وصناعة الإبداع. معاهد أبحاث عالمية • ما المعاهد البحثية العالمية التي طلبت ودك بعد اكتشافك لمجس مارس؟ كنت محظوظة وأنا أتلقى العروض من معاهد بحثية عالمية عريقة في هذا المجال وهي معاهد معروفة ولها باع طويل في الاكتشافات، وعندما تقدم أوراقك العلمية أو أبحاثك في المؤتمرات فإن هذه المعامل تقتبس أو تختار العلماء الذين يستطيعون إفادتها، فتأتي العروض منها، وقد قدمت لي العروض في السنة الثانية في مرحلة الدكتوراه ولم أود الذهاب، لأنني أحببت إكمال دراستي واختيار المسار الذي من الممكن أن يخدم رسالتي في الحياة ويتمثل في رجوعي إلى البلاد الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا ومساعدة المرأة وتفعيل دورها في المجتمع. • كيف استطعت إثبات وجودك في معهد التقنية الحيوية في جامعة هارفارد؟ عندما ذهبت إلى جامعة كمبردج في البداية أخبروني بأنني لن أنجح في هذا المجال، لأن الدين لديهم لا يتفق مع العلم، ولكن ثقافتنا الإسلامية حثتنا على الاكتشاف والتحليل والتأمل، لذا أردت التبيين لهم أن الدين لا يتقاطع مع العلم، بإرادتي ومثابرتي وإتقاني لعملي وتفوقي هذا كان سببهم الأول في أنني لن أستمر، أما سببهم الثاني فهو أن معهد التقنية الحيوية في جامعة هارفارد من المعاهد الصعبة وأكثر من يعمل فيها هم الرجال، ولأن الدراسة فيه معقدة وصعبة فهذا يعني فشلي وعدم استمراري، ولكن تفوقت عليهم وأثبت أن المرأة لا تختلف كثيرا عن الرجل وأن الفروقات ليس لها دخل في العقل والفكر.