كلما أثير موضوع الأخلاق وسوقها، وطرح للنقاش شذوذ البعض، وخروجهم عن السياق المتفق عليه، مهما كان هذا الخروج مستفزا فعلا، أو خروجا شكليا لا يتعدى المظاهر، أشارت أصابع الاتهام عند البعض نحو الغرب، وما يجيء في حمولته من أفكار وقنوات وتحولات اجتماعية. ولكن هؤلاء الذين يعيشون تحت أضواء الغرب ويختصرون مسافاتهم بطائراته وسياراته ويعالجون أمراضهم بأدويته ويوصلون صوتهم الرافض بتقنياته، يتناسون تماما أن الغرب هذا، حفظ للإنسان كرامته بالأنظمة والتشريعات والمؤسسات، وأن الفقير يجد من يكفله، والمريض يجد من يعالجه والعاطل عن العمل يجد من يسانده والمريض النفسي يجد من يحميه، والذي بلغ به الهرم عتيا يجد من يساعده. إن الغرب الذي يوجهون له صوب الاتهام يرسل دعمه للفقراء من آسيا إلى أفريقيا بسبب إنساني وسياسي أيضا ولكنه وصل إلى الحد الذي فاضت خيراته على شعوبه. الغرب هذا هو الذي يساعد هايتي مثلما ساعد أندونيسيا ودعو التبشير جنبا لأنه كان ومازال قائما منذ الحملات الصليبية. الغرب له وجه جميل لو أخذنا منه القليل لكان حالنا إنسانيا على الأقل أفضل بكثير. أما الوجه السيئ فهو موجود في كل مكان وفي أماكن الفقر والفساد أكثر من غيره. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة