يمكنك أن تموت ولا أحد يسمي عليك. تصوروا خمسة مستشفيات حكومية تحكم عليك بالموت تباعا.. ويبدو أن هذه المستشفيات تسير على عجز بيت من شعر المتنبي (من لم يمت بالسيف مات بغيره)، وغيره هذه (كثر منها) في المستشفيات الحكومية)، فها هو شاب في مقتبل العمر طاهر السيرة تحمله خمس مستشفيات إلى الموت نفسيا واجتماعيا. ففي الاستطلاع الذي أجرته الجريدة هنا وعلى يد الزميل عدنان شبراوي، أكدت خمس مستشفيات حكومية هي: الملك فهد، الملك عبد العزيز، الملك سعود، الولادة والأطفال، والمختبر الإقليمي في محافظة جدة. بهذا الإجماع تلقى الشاب ضربة قاضية تؤكد إصابته بفيروس نقص المناعة (الإيدز)، ولولا عزيمة الشاب لربما مات حسرة أو انتحارا أو نزيلا في مستشفى الملك سعود حين يتلقى علاجا لتشخيص خاطئ. وكارثة التشخيص الخاطئ، خطأ آخر تحمله مستشفياتنا الحكومية أو الخاصة جنبا إلى جنب مع الأخطاء الطبية، وبعد مارثون من الكشوفات والتحاليل التي أجراها الشاب، اتضح أن تأكيدات المستشفيات الحكومية الخمس كان تشخيصا خاطئا. والسبب كما دحضته لجنة وزارية (وصفت بعالية المستوى) من خلال تقريرها الذي أفاد أن التقارير التي أصدرتها المستشفيات الخمس هي عبارة عن تحاليل مسحية ومبدئية وتستخدم فيها كواشف مخبرية من نوع (Murex)، وثبت أنها تعطي نتائج زائفة تصل إلى 10 في المائة. (خلاص وصلنا) تصوروا هذه الحالة،أجهزة تعطي نتائج خاطئة. ولو تركنا (الجمل بما حمل) في هذه القضية، والتفتنا إلى من سبق وتم الكشف عليه، فكم ستكون نسبة المودعين في مستشفى الملك سعود بسبب خطأ تشخيصي وأن النزيل مصاب بالإيدز.؟ وإذا افترضنا أن هذه الأجهزة موزعة على كل مستشفيات البلد، فكم من شخص تم حجزه على إثر تشخيص خاطئ لكون الأجهزة الطبية (المتخلفة) سببا في إخراج نتائج مغلوطة. وهذا أيضا يفتح الباب للتساؤل عن عدم مواكبة أجهزة الكشف في المستشفيات الحكومية مع أحدث المقتنيات الطبية المتواجدة في المستشفيات الخاصة مثلا، (بالبلدي) لماذا لا تجهز وزارة الصحة مستشفياتها بأحدث الأجهزة كون ميزانيتها تفوق ميزانيات بعض الدول .. ولماذا تصر على إبقاء أجهزة متهالكة تؤدي إلى نتائج مغلوطة وبالتالي تشخيص مغلوط ومنه إلى خطأ طبي مغلوط أيضا. أي أن الخطأ الطبي وليد تسلسل من الأخطاء المتتالية.. وإذا كانت خمس مستشفيات تعطي نتيجة واحدة (وهي نتيجة مغلوطة) فهذا يعني أن الكثيرين ذهبوا للموت خفافا بسبب قصور الأجهزة. وهذه (الحدوتة) فرصة لأن نقول: إن الأخطاء الطبية لدينا ليست وليدة خطأ بشري فحسب بل تشاركها الأجهزة الطبية أيضا، فهل هذا يفسر لنا ارتفاع الأخطاء الطبية لدينا.؟ وإذا كان الجواب بنعم، فهذا يعني أن (ضحايا) كثر دمهم معلق برقبة وزارة الصحة.. ويا لطف الله ... [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة