استنكر الناقد سعيد السريحي في محاضرته في نادي حائل الأدبي، تأخير عريف المحاضرة شتيوي الغيثي المداخلات النسائية، وعدم إعطائه الحق والفرصة بالتوازن والتوازي بين الحضور رجالا ونساء. وأعرب السريحي عن تفاجئه البارحة الأولى بعد إلقائه محاضرة (جدلية الحداثة والتراث في تجربة الثبيتي) بوجود النساء، وذلك عند أول مداخلة لمنيرة الثويني، حيث جاءت مداخلتها بعد كم كبير من الأسئلة والمداخلات الرجالية. ولم ينته الأمر هنا، حيث امتنع الأديب جارالله الحميد عن التداخل، معللا بعدم كفاية الوقت، مع صرامة المقدم في الالتزام بالوقت المحدد للمداخلات وهو ثلاث دقائق، مما دعاه إلى الخروج من القاعة عقب استماعه إلى جزء من الأسئلة. وكان الدكتور فهد العوفي قد اعتبر في مداخلته «أن الحداثة في مجتمعنا تجلب الخوف والرعب كمصطلح تتنازعه طائفتان يتوازيان على النقيض في رؤاهما». ورد السريحي «الخوف من التغيير والرعب منه هو هذا الذي نعانيه نحن أطياف الحداثة، فكل طيف يرى أنه هو صاحب الحق الوحيد الذي يفرضه على الآخرين». ورأى «أن الأفكار هي من تصنع الحداثة، وأن التراث لا يصنع الحداثة، ومشكلتنا أن كل فكر يريد أن يكون سلطة». وفي مداخلة لأحد الحضور رمز لاسمه (م. ن) قال: «أتصور أن جزءا من المشكلة يأتي من تجاوزات الإنسان وغلوه، وأن هناك من يتكلف ما لا يحسنه، ومن يدعون حماية التراث ليس لهم علاقة بالتراث». وأجاب السريحي «من هنا جاءت الأزمة، وهؤلاء فئة تعرفونها، أوصلونا لحالة الإرهاب الذي عانينا ونعاني منها». وسأل بندر العمار «هل تمرد محمد الثبيتي على قبيلته أم لا؟»، فذكر السريحي «أن مثقفي الثمانينيات كانوا من أبناء الحمائل غير قبليين». وذكر أحد الحضور أن الثبيتي لديه رؤية وتصور عن المجتمع ومشكلاته، لكن رسالته لم تصل.. ما هو الحل؟ مضيفا، لمن يكتب الثبيتي؟ وهل يصلح أن يدرس إنتاجه؟ وما الفائدة من شعره إن لم يقرأه إلا القليل؟. واعتبر السريحي أن «الحل يبدأ حينما نتعلم الاختلاف واحترام الآخرين، ونعرف أننا أصحاب دين، حيث منحك الله عز وجل حرية الدين في قوله (ومن شاء فليكفر..)، وأزمتنا ليست مع الدين، إنما مع مدعينه»، مضيفا أن «الشاعر الحقيقي هو الشاعر الذي يبقى من شعره ما يحتارون فيه، ولو كان بسيطا». وسألت عائشة الشمري عن آلية تبسيط إنشاء نص، وإمكانية التواصل بين القارئ والمقروء. فذكر السريحي أن المسألة في المعنى ونظرية الاستقبال أو التلقي، وهي المدرسة الألمانية، وهل المعنى يكمن في النص أم في القارئ بعيدا عن النص، ويأتي من هنا مفهوم القراءة، فالكتابة ليست استعراضا في نصوصها المختلفة، وليست شروحا وتلخيصا، إذ القراءة تعني ماذا يختبئ خلف الظاهر ويظهر الاختلاف والاتفاق في فهم النصوص.