ما إن انتهت المواجهات الضارية بين القوات السعودية والمتسللين في قرية الغاوية على الشريط الحدودي بين المملكة واليمن، حتى جاءت تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، لتطمئن سكان القرية والقرى المحيطة بها من أن «القوات المسلحة سيطرت على جبل الدود وقممه، والجبال الأخرى المحيطة بقرية الغاوية». وتأتي تصريحات الأمير خالد بن سلطان التي اعتبرت المنطقة من أهم المناطق الاستراتيجية، بعد المواجهات الضارية التي شهدتها القرية بين القوات السعودية والجماعات المخربة الذين تسللوا إلى القرية واختبأوا في منازلها، قبل إجلائهم عن أراضيها. وأعرب الأمير خالد بن سلطان عن اعتزازه وفخره بالجنود الأبطال الذين طهروا القرية من المتسللين المخربين واكتساح المناطق الواقعة غرب جبل الدخان مرورا بقرية الغاوية وصولا إلى المواقع المحاذية لجبل الدود، وتطهير قرى خفينة، سيلان، أم الجبنة، المشدة، المعرسة، التبة السوداء، التباب، الشرقية، واديي اللحي والموقد، التي سيطرت عليها القوات السعودية بالكامل. «عكاظ» جالت على قرية الغاوية بعد أن أعاد الجنود البواسل جغرافيتها إلى حضن الوطن وتفقدت الدمار وآثار أعمال السلب والنهب التي ارتكبتها العصابات المخربة في القرية. وبدأت مواجهات القرية قبل تحريرها عندما اقتحم المخربون القرية ومارسوا فيها كل أعمال السلب والنهب وسرقة المنازل والمزارع وجمعوا ما تمكنوا من حمله على أمل أن يتزودوا فيها في المواجهات المقبلة، إلا أن القوات السعودية لم تقف مكتوفة الأيدي وبدأت في التخطيط للمعركة وإخلاء القرية من المعتدين عليها، بعد أن أمنت حماية سكانها الأصليين. من يشاهد آثار الدمار في القرية يتأكد من أن مواجهات طاحنة دارت بين القوات المسلحة والعصابات المعتدية، إذ أن المدفعية الثقيلة دكت الكثير من المنازل التي تحصن فيها أفراد العصابات المخربة، كما أن آثار الرصاص على المنازل تشير إلى حجم وقوة المعركة قبل تطهير القرية. وفيما آثار الدمار تبدو واضحة على مواقع في الغاوية، تطمئن من بعيد الدوريات الراجلة للجنود السعوديين في مشهد يؤكد إعلاء كلمة الحق فوق الباطل. ودمرت الأسلحة مركبات لم يعثر على أصحابها، ليتضح لاحقا أن العصابات المخربة تحصنت في المنازل والمدارس، وخصوصا في أوقات الليل، حيث لم يكن أمام هؤلاء المخربين سوى اقتحام المنازل والمدارس، ما دعا القوات السعودية إلى تدميرها، وتسويتها بالأرض، إذ شوهدت أشلاء العناصر المخربة تحت الأنقاض، وأجرت القوات السعودية مسحا شاملا لقرى الشريط الحدودي للتأكد من تطهيرها من العصابات المعتدية. وشملت عمليات التمشيط المنازل وتفتيشها بحثا عن العصابات التي لجأت للاختباء فيها، فيما فرضت طائرات الأباتشي حظرا شاملا على الشريط الحدودي منعا من دخول المتسللين إلى الأراضي السعودية مرة أخرى. ولم تسلم بيوت الله من اعتداءات المتسللين على المساجد في قرية الغاوية، قبل إجلائهم عنها، إذ دخل أفراد العناصر المخربة مساجد القرية مدججين بالأسلحة واتخذوا منها أماكن لتحصن أفرادها، ومع ذلك تؤكد سلامة بيوت الله من الدمار على حرص القوات السعودية عليها من الدمار. وأكد ل «عكاظ» عدد من عناصر الجيش السعودي أن لديهم توجيهات عليا بعدم المساس أو تدمير أي من مساجد القرى السعودية التي يتحصن فيها المخربون، مشيرين إلى أن هذه التوجيهات دفعتهم لاستخدام تكتيك مغاير في جبهات القتال ضد المتحصنين داخلها، من خلال استهدافهم بالقناصة، ومحاصرتهم أثناء عمليات التوغل والتمشيط، حتى تتم تصفيتهم جميعا.